فصائل فلسطينية ترفض قرار مجلس الأمن بشأن غزة: “وصاية دولية” وتمهيد لفرض ترتيبات خارج الإرادة الوطنية

أعلنت فصائل فلسطينية، الثلاثاء، رفضها القاطع لمشروع القرار الأمريكي الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي بشأن مستقبل قطاع غزة، معتبرة أنه يكرّس “الوصاية الدولية” ويمهّد لفرض ترتيبات ميدانية لا تعكس الإرادة الوطنية الفلسطينية.

وكان مجلس الأمن قد اعتمد، مساء الاثنين، القرار رقم 2803 بأغلبية 13 صوتا، مع امتناع روسيا والصين، وهو مشروع أمريكي يستند إلى خطة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء النزاع في غزة والمكوّنة من 20 بندا.

وفي بيان مشترك، قالت الفصائل: إن القرار “يتجاوز المرجعيات الدولية ويُمهّد لإيجاد ترتيبات ميدانية خارج الإرادة الوطنية الفلسطينية”، مشددة على أن “أي قوة دولية يُراد نشرها في غزة ستتحول إلى وصاية أو إدارة مفروضة، تقيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره”.

وأكدت الفصائل أن القرار “يضرب جوهر الحقوق الفلسطينية، ويمثّل شكلاً من أشكال الشراكة الدولية في حرب الإبادة التي ارتكبها الاحتلال خلال العامين الماضيين”، مشيرة إلى أن المشروع “يتجاهل ما تتعرض له الضفة الغربية والقدس من إرهاب استيطاني وعدوان متواصل”.

وأضاف البيان أن القرار “يتحدث عن السلام شكلياً، دون معالجة جذور الصراع، ودون الدعوة لإنهاء الاحتلال ونظام الأبارتهايد، أو الاعتراف بحق العودة وتقرير المصير”، معتبرة أنه “يربط وقف الحرب وانسحاب الاحتلال بشروط إسرائيلية، ويجعل الإعمار والمساعدات خاضعة لإرادة المحتل”.

كما حذرت الفصائل من أن القرار “يعزز الفصل بين الضفة وغزة، ويستهدف وكالة الأونروا ودورها التاريخي تجاه اللاجئين”.

وكانت واشنطن قد طرحت مشروع القرار لتأمين نشر قوة متعددة الجنسيات في القطاع، في ظل اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وقد أوقف الاتفاق حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على غزة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي استمرت لعامين وأدت إلى استشهاد أكثر من 69 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 170 ألفاً، إضافة إلى دمار واسع طال 90% من البنية التحتية المدنية.