العالم العربيفلسطين

إسرائيل تكثّف عملياتها في غزة ولبنان لفرض وقائع ميدانية قبل وصول القوة الدولية

تحاول إسرائيل، وفق معطيات ميدانية وسياسية، فرض وقائع جديدة على الأرض في قطاع غزة قبل وصول القوة الدولية المنتظر نشرها قريبًا، في ظل خشيتها من تقلّص قدرتها على شن غارات وعمليات عسكرية يومية فور انتشار القوات الأجنبية.

وتقول الدوائر السياسية في تل أبيب إن الجيش الإسرائيلي كثّف مؤخرًا هجماته على لبنان وغزة، بزعم أن الواقع الإقليمي قد يتغير خلال أسابيع بمجرد بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

تواصل إسرائيل خرق اتفاق وقف النار الموقع مع “حزب الله” منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، حيث تسببت خروقاتها اليومية في مئات القتلى والجرحى. وتركّز الهجمات الإسرائيلية على مناطق شمال الليطاني والبقاع وجنوب لبنان، وسط انتقادات دولية لعدم التزام تل أبيب بتنفيذ بنود الاتفاق.

وتشير المعطيات إلى أن الاتفاق كان من المفترض أن ينهي حربًا شاملة شنتها إسرائيل على لبنان في سبتمبر/ أيلول 2024، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفًا، فيما واصلت إسرائيل احتلال 5 تلال جنوبية ومناطق لبنانية أخرى منذ عقود.

إلى ذلك، تسعى إسرائيل لتطبيق “نموذج لبنان” في غزة، إلا أن الوضع يبدو أكثر تعقيدًا. فالولايات المتحدة تدفع نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار، في حين تُبدي تل أبيب ترددًا بسبب عدم تسلمها جثامين ثلاثة من أسراها.

وبموجب الخطة الأمريكية، بدأت المرحلة الأولى من الاتفاق في 10 أكتوبر الماضي، وشملت تبادل أسرى، حيث أفرجت الفصائل الفلسطينية عن 20 أسيرًا إسرائيليًا حيًا وسلّمت رفات 27 آخرين.

ورغم ذلك تواصل إسرائيل نقض الاتفاق يوميًا عبر غاراتها المكثفة، ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين خلال الأسابيع الماضية.

وتقول التقديرات الإسرائيلية إن المرحلة الثانية ستتطلب فتح معبر رفح البري، وزيادة المساعدات الإنسانية، والسماح بحرية التنقل لسكان غزة، والانسحاب الإسرائيلي إلى خط جديد فور تولي جهة مسؤولة إدارة القطاع.

ومن المتوقع أن يصل جنود من القوة الدولية إلى غزة خلال الأسابيع المقبلة بعد أن وافق مجلس الأمن الدولي على إنشائها، وسط تردد عدد من الدول العربية في المشاركة خشية الصدام مع فصائل المقاومة.

وبحسب ما نُوقش في المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، فإن إسرائيل تعتقد أن “حماس لن تنزع سلاحها طوعًا”، وأن واشنطن إذا أخفقت في تحقيق ذلك فستتولى تل أبيب المهمة بنفسها.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الجيش يعمل الآن على “استغلال الوقت المتبقّي” لتنفيذ أكبر قدر من العمليات العسكرية في غزة قبل وصول القوات الأجنبية، بسبب احتمال صعوبة الردّ على الخروقات لاحقًا وخشية إصابة الجنود الدوليين بالخطأ.

وفجر السبت، شن الجيش الإسرائيلي غارات واسعة على أربع مدن في غزة، ما أدى إلى مقتل 22 فلسطينيًا على الأقل بينهم أطفال ونساء، بحسب الدفاع المدني.

وكان من المفترض أن ينهي اتفاق وقف النار حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023، والتي خلّفت أكثر من 69 ألف قتيل و170 ألف جريح في قطاع غزة، معظمهم من الأطفال والنساء.

ولا تزال إسرائيل تحتل أراضي فلسطينية وسورية ولبنانية منذ عقود، وترفض الانسحاب منها أو الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى