ماهر المذيوب يكتب: المجلس العربي.. تمثيل نبض الشعوب والعمل المشترك

شهدت مدينة إسطنبول نهاية الأسبوع الماضي حفلًا مهيبًا لتكريم الأسير المحرر والبطل القومي الفلسطيني نائل البرغوثي، وذلك من قبل الرئيس التونسي الأسبق ورئيس المجلس العربي الدكتور منصف المرزوقي، ونائبه الدكتور أيمن نور، وبحضور نخبة
من الرموز الفكرية والسياسية العربية والدولية.
لحظة تاريخية… تكريمٌ لواحد من أقدم سجناء العالم، خرج
من المعتقل شامخًا بعد 44 عامًا من الأسر… خرج منتصِرًا بإرادة لا تنحني، وعزيمة أكبر من سجون الاحتلال.
تزامن هذا التكريم مع عقد سلسلة من ورش العمل التي نظمها المجلس العربي حول أبرز القضايا العربية الراهنة في:
السودان – سوريا – فلسطين… القلب النابض
تأسس المجلس العربي في فيفري/فبراير 2022،
ويضم في قيادته:
د.منصف المرزوقي
د. أيمن نور
السيدة توكل كرمان (جائزة نوبل للسلام)
المهندس عماد الدايمي (الأمين العام للمجلس)



وقد حقق المجلس منذ نشأته خطوات نظرية وعملية ورمزية جعلته إحدى أهم المؤسسات العربية المعبّرة عن تطلعات الناس في الحرية والكرامة والعيش المشترك.
- المجلس العربي ضد التيار السائد المتوحش و التأريخ الاستعماري:
المجلس العربي ليس حزبًا سياسيًا، ولا امتدادًا لمحاولة قومية قديمة، ولا نسخة جديدة من جامعة عربية مُنهكة.
إنه صوت عربي حر في لحظة تاريخية عربية فارقة
و عالم يزداد قسوة، عالم تتكالب فيه الإرادات الشريرة
على تقسيم المقسَّم وتفتيت المفتَّت خدمةً لمصالح استعمارية واستيطانية جديدة.
المجلس العربي…
وقفة عزّ وكلمة حقّ في مواجهة عدوّ جائر.
مقاومةٌ بالفكر والرؤية والتشبيك العربي والدولي…
ضد التيار السائد المتوحش، وضد التأريخ الاستعماري الجديد.
2. المجلس العربي… نموذج لمجتمع عربي حيّ بكل ألوانه
عقد المجلس العربي مؤتمرين تاريخيين لم يجد العالم الفسيح مكانًا يحتضنهما… إلا سراييفو العظيمة:مدينة المقاومة… ومدينة التعايش والحرية.
كما عقد المجلس عدة ورش متخصصة، ونظّم 4 قمم عربية للشعوب، استجابة للجرح العربي النازف…من فلسطين العزة
إلى السودان الجريح.

شارك في هذه الفعاليات أكثر من 1000 مشارك من جميع الدول العربية، ومن مختلف الأعمار والخلفيات الفكرية والسياسية الإجتماعية، دون إقصاء أو تهميش…
بل في جوّ يعلو فيه الاحترام والإصغاء مهما بلغ الاختلاف.
- المؤتمر الأول تزامن مع اليوم الأول لـ“طوفان الأقصى”.
- المؤتمر الثاني عاش لحظات بدايات نجاح الثورة السورية.
ورغم كل ذلك… ظلّ المجلس ثابتًا على قيمه:
كل عربي حر.وكل حرّ يُسمع ويستمع… لا يُقصى ولا يُقمع.
وهذا سر قوة المجلس العربي وروحه الأخلاقية الفريدة.
3. الشباب… ثم الشباب… ثم الشباب
يضم المجلس نخبة عربية سياسية راقية، يتقدمها الدكتور منصف المرزوقي الذي يحظى باحترام واسع داخل فضاءات المجلس، إلى جانب مساهمات فعالة من:نواب رؤساء جمهوريات، رؤساء حكومات، وزراء خارجية من معظم الدول العربية.

لكن…
القوة الحقيقة للمجلس ليست في الرموز الكبيرة فقط،
بل في جيش من الشباب العربي الذي يشارك بحماس وطاقة وإبداع — حضوريًا وعن بُعد — ومن ماله الشخصي.
شباب يعمل في مجالات دقيقة منها:
التدريب على حقوق الإنسان
التقاضي الإستراتيجي
العدالة الإنتقالية
دعم القضية الفلسطينية أولًا وآخرًا
فهل يصبح المجلس العربي أحد أهم مؤسسات العمل العربي المشترك التي تمثل نبض الشعوب وتطلعات الشباب لعيش حرّ كريم؟
السؤال مفتوح… والإجابة يكتبها الشباب و يسجلها المستقبل.







