ترامب يشيد بقرارات الحكومة اللبنانية ويصف لبنان بأنه على “مفترق طرق تاريخي”

أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، بما وصفه بـ”القرارات الشجاعة” التي اتخذتها الحكومة اللبنانية، معتبرًا أن لبنان “يقف على مفترق طرق تاريخي” يتيح له فرصة السير نحو مزيد من الاستقرار والازدهار الاقتصادي.
جاء ذلك في برقية تهنئة وجّهها ترامب إلى الرئيس اللبناني جوزاف عون بمناسبة الذكرى الـ82 لاستقلال لبنان، وفق بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.
قرار حصر السلاح بيد الدولة.. محور اهتمام واشنطن
وكان مجلس الوزراء اللبناني قد أقرّ في 5 أغسطس/ آب الماضي قرارًا يقضي بحصر السلاح — بما فيه سلاح “حزب الله” — بيد الدولة اللبنانية، على أن يتولى الجيش إعداد وتنفيذ خطة واضحة قبل نهاية عام 2025.
غير أن نعيم قاسم، نائب الأمين العام لـ”حزب الله”، أكد في تصريحات متكررة أن الحزب يرفض القرار ويطالب أولاً بانسحاب الجيش الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية.
القرار الحكومي جاء بعد طرح واشنطن ورقة خاصة بلبنان تضمنت 11 هدفًا، بينها “اتخاذ الخطوات الضرورية لبسط سيادة الدولة بالكامل على جميع الأراضي اللبنانية وضمان حصر السلاح بيد الدولة وحدها”.
إشادة أمريكية بالحكومة اللبنانية
قال ترامب في برقيته:
“بالنيابة عن شعب الولايات المتحدة، أتقدم بأصدق التهاني لكم ولشعب لبنان بمناسبة الذكرى الثانية والثمانين لاستقلال بلدكم”.
وأضاف:
“يجسد هذا اليوم احتفاءً بالتاريخ الغني للبنان، وثقافته النابضة، وروح شعبه المتأصلة. إن لبنان موجود على مفترق طرق تاريخي، مع فرصة لرسم مسار نحو مزيد من الاستقرار والازدهار الاقتصادي”.
ومضى ترامب قائلاً:
“أشيد بالقرارات الشجاعة التي اتخذتها هذه الحكومة، وأتطلع إلى تعميق الشراكة بين بلدينا بينما نسعى معًا لبناء مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة”.
الهجوم على الضاحية الجنوبية وتأثيراته السياسية
وتأتي البرقية الأمريكية بعد يومين من الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي استهدف القيادي العسكري في “حزب الله” هيثم علي الطبطبائي، الذي وصفته تل أبيب بأنه “قائد الأركان” في الحزب.
وذكرت تقارير عبرية أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بالهجوم قبل تنفيذه، بينما كشف مسؤول أمريكي لقناة عبرية خاصة أن واشنطن لم تتلق إخطارًا مسبقًا، بل علمت بالعملية بعد وقوعها، رغم معرفتها المسبقة بأن إسرائيل كانت “على وشك تصعيد هجماتها” دون تحديد الموعد أو الهدف.
مشهد إقليمي محتقن
يأتي كل ذلك في ظل ارتفاع حدة التوتر على الساحة اللبنانية نتيجة الهجمات الإسرائيلية المتكررة، في وقت تسعى فيه الحكومة اللبنانية إلى تعزيز حضور الدولة، بينما يحذّر مراقبون من أن أي تصعيد جديد قد يؤثر على المسار السياسي المتعلق بحصر السلاح وتعزيز السيادة.

