العالم العربيسوريا

سوريا تطالب باستعادة كامل حقوقها في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية دون انتظار عام كامل

طالب مندوب سوريا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية محمد كتوب، الأربعاء، باستعادة مكانة بلاده وجميع حقوقها وامتيازاتها الكاملة داخل المنظمة، والتي حُرمت منها منذ عام 2021، مؤكدا ضرورة البدء بالنقاش فورًا دون انتظار عام كامل لطرح المسألة مجددًا.

جاءت تصريحات كتوب خلال مناقشة مسودة قرار خاص بإعادة حقوق سوريا في المؤتمر الثلاثين للدول الأعضاء في المنظمة بمدينة لاهاي.

تعليق حقوق سوريا في 2021.. بداية الجمود

شهدت علاقة سوريا مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية جمودًا واضحًا خلال السنوات الماضية، خصوصًا بعد قرار مؤتمر الدول الأطراف عام 2021 بتعليق حقوق وامتيازات دمشق، بما فيها حق التصويت، وذلك على خلفية عدم الامتثال لالتزاماتها بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية خلال حقبة حزب البعث.

ومع سقوط نظام بشار الأسد أواخر 2024، بدأت مرحلة جديدة اتسمت بإعادة الانخراط والتعاون مع المنظمة في ظل الإدارة السورية الجديدة.

«سوريا لم تعد تهديدًا كما كانت في حقبة الأسد»

أعرب كتوب عن رغبة بلاده في تحقيق تقدم ملموس في ملف علاقة سوريا بالمنظمة، من خلال تصويت مؤتمر الدول الأعضاء مباشرة على استعادة الحقوق، دون انتظار الدورة المقبلة.

وأكد أن سوريا اليوم لم تعد تهديدًا كما كانت في حقبة الأسد، بل أصبحت عضوًا فاعلًا “بوصلته مصالح الضحايا والناجين وتدمير أي بقايا للأسلحة الكيميائية”.

وأشار إلى أن التعاون مع المنظمة يستند إلى العدالة للناجين والمساءلة للجناة، والعمل مع فرق الأمانة الفنية منذ “التحرير”.

تفعيل البعثة الدائمة وتعيين كتوب ممثلًا لسوريا

الخميس الماضي، أعلنت وزارة الخارجية السورية تفعيل عمل بعثتها الدائمة لدى المنظمة وتعيين محمد كتوب ممثلًا دائمًا لها، في خطوة تعكس توجّه الإدارة الجديدة لاستعادة حضور سوريا الدولي بعد انهيار نظام الأسد.

سجل الهجمات الكيميائية في سوريا خلال حقبة الأسد

بحسب تقارير حقوقية سورية، نفذت قوات الرئيس المخلوع بشار الأسد أكثر من 217 هجومًا كيميائيًا منذ عام 2011.

وكان أبرزها مجزرة الغوطة الشرقية ومعضمية الشام في 21 أغسطس/آب 2013، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1400 مدني بينهم مئات الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 10 آلاف مدني.

ودخلت اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية حيّز التنفيذ في سوريا في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2013 بعد شهر من إعلان موافقتها على تدمير أسلحتها الكيميائية عقب الهجوم بالسارين على الغوطة الذي أدى لمقتل أكثر من 1500 شخص.

الإطاحة بنظام الأسد وتحوّل المشهد السوري

في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 تمكن الثوار السوريون من دخول العاصمة دمشق، معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000–2024) الذي ورث الحكم عن أبيه حافظ الأسد (1970–2000).

وخلال الحقبتين، فرض نظام البعث قبضة أمنية خانقة وارتكب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، ما جعل السوريين يعتبرون يوم الخلاص من حكمه عيدًا وطنيًا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى