السودانالعالم العربيالمغرب العربي

السودان: تنفيذ اتفاق جدة شرط لأي وقف لإطلاق النار مع قوات الدعم السريع

شدّد وزير الخارجية السوداني محيي الدين سالم، الأربعاء، على وجوب تنفيذ بنود “اتفاق جدة” قبل الاتفاق على أي وقف لإطلاق النار مع “قوات الدعم السريع”، مؤكدًا أن الحكومة لن تقبل بتجاوز مخرجات المنبر أو طرح أوراق بديلة دون التشاور معها.

وجاءت تصريحات سالم خلال مؤتمر صحفي بمدينة بورتسودان شمال شرقي البلاد، في ظل استمرار الحرب بين الجيش و”الدعم السريع” منذ أبريل/نيسان 2023.

«لا وقف لإطلاق النار قبل تنفيذ اتفاق جدة»

قال وزير الخارجية:
“موقفنا واضح، يجب أن يسبق تنفيذ اتفاق منبر جدة أي اتفاقيات لوقف إطلاق النار، وذلك لإثبات الجدية”.

كما اشترط ضرورة انسحاب قوات الدعم السريع من المدن وفك الحصار عنها، قبل الدخول في أي تفاوض جديد.

وتسيطر “الدعم السريع” على ولايات إقليم دارفور الخمس، بينما يحتفظ الجيش بالسيطرة على معظم الولايات الـ13 الأخرى بما فيها الخرطوم، في حين تواصل المليشيا حصار بابنوسة، الدلنج، وكادوقلي منذ أكثر من عام.

الاتهام بتصعيد الانتهاكات ودعوة لوصف الدعم السريع بـ«مجموعة إرهابية»

أوضح سالم أن على المجتمع الدولي:

  1. تسمية الدعم السريع مجموعة إرهابية
  2. التعامل وفق القانون الدولي مع المرتزقة داخل المليشيا

وأشار إلى أن الحكومة السودانية التزمت بمخرجات جدة، بينما لم تطبق المليشيا أيًا من بنود الاتفاق، ولم يُجبرها المجتمع الإقليمي أو الدولي على ذلك.

رفض تجاوز مخرجات جدة أو طرح بدائل جديدة

أكّد وزير الخارجية:

“لن نقبل أن تُلقى مخرجات منبر جدة في سلة المهملات، ولن نقبل أن تُطرح أوراق أخرى علينا أو أن يخرج من يتحدث دون مشاوراتنا”.

وشدد على أن الخرطوم لن تذهب إلى سلام ناقص يفتح الباب أمام حرب جديدة.

خطة الرباعية الدولية ورفض البرهان

في سبتمبر/أيلول 2025 طرحت الرباعية الدولية (الولايات المتحدة – السعودية – مصر – الإمارات) خطة من ثلاث مراحل:

  • هدنة إنسانية لمدة 3 أشهر
  • وقف دائم للحرب
  • عملية انتقالية جامعة خلال 9 أشهر نحو حكومة مدنية مستقلة

ورغم توسع سيطرة “الدعم السريع” في دارفور وكردفان ومواصلتها الانتهاكات بحق المدنيين، أعلن قائدها محمد حمدان دقلو “حميدتي” موافقته على هدنة من طرف واحد لمدة 3 أشهر.

بينما تحفظ رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان على الخطة لأنها “تلغي وجود الجيش وتحل الأجهزة الأمنية وتُبقي المليشيا المتمردة في مناطقها”.

رؤية السودان للحل: انسحاب المليشيا وعودة النازحين

تؤكد الحكومة السودانية استعدادها للجلوس إلى طاولة التفاوض وفق خارطة طريق قدمتها الخرطوم للأمم المتحدة، وتشترط:

  • انسحاب قوات الدعم السريع من المدن
  • خروجها من المنشآت المدنية
  • ضمان عودة عشرات آلاف النازحين إلى مناطقهم

وأشار سالم إلى أن حكومته قدمت رؤيتها الإنسانية قبل كارثة مدينة الفاشر، وأن مجلس الأمن أصدر قرارًا بشأنها في يونيو/حزيران 2024، لكن “المجتمع الدولي لم يفعل شيئًا”.

استمرار الانتهاكات ومعاناة المدنيين

لفت وزير الخارجية إلى أن المجتمع الدولي “لم يتداع لوقف انتهاكات الدعم السريع من قتل وتعذيب”.

وفي 26 أكتوبر الماضي استولت “الدعم السريع” على مدينة الفاشر بعد حصار طويل، ما أدى إلى مآسٍ إنسانية ونزوح عشرات الآلاف وسط اتهامات واسعة للقوات بارتكاب انتهاكات جسيمة.

الحوار السوداني الخالص هو السبيل

قال سالم إن الحل يكون عبر:

  • حوار سوداني خالص
  • برعاية إقليمية ودولية
  • دون تدخل في الشأن الداخلي

وأضاف: “المفاوضات على الطاولة، وليس من حق أحد أن يفرض علينا حلًا لا نؤمن به أو لا يستجيب لتطلعاتنا”.

وأوضح أن الحكومة قدمت رؤيتها الإنسانية للأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية.

معاناة إنسانية متفاقمة

وتتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان مع استمرار الحرب التي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص، في واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية المعاصرة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى