مقالات وآراء

قطب العربي يكتب: هل الحل هو الحل..نحو حوار عقلاني هادئ

في أزمة التصنيف الأمريكي للإخوان كما في أزمات سابقة سارع البعض للدعوة لحل الجماعة باعتبار ذلك هو الحل الوحيد المتاح والمخرج من الأزمات

بغض النظر عن خلفيات المطالبين بذلك سواء كانوا خصوم أصليين أو فرعيين، أو محبين متعاطفين علينا ان نناقش الفكرة ذاتها وليس مطلقيها

١- الجماعة من الناحية القانونية منحلة منذ الخمسينات ، وكان ظهورها ونشاطها وفقا لنظرية الأمر الواقع، وكان الإعلام المصري في عهدي السادات ومبارك يصفها بالجماعة المنحلة.
٢- سعت الجماعة بعد ثورة يناير لتقنين وضعها عبر تأسيس جمعية حملت رقم تسجيل رسمي من الوزارة المختصة، وأسست الجماعة حزبا للعمل السياسي (الحرية والعدالة)
٣- عقب الانقلاب قرر النظام حل الجماعة مجددا وتصنيفها جماعة إرهابية بصوت الدكتور حسام عيسى نائب رئيس الوزراء في حينه
٤-نتج عن ذلك مصادرة أو تجميد كل الممتلكات والمشروعات التي اعتبرها الجماعة تابعة للجماعة أو لبعض أفرادها، من شركات وجمعيات ومدارس ومستشفيات وحتى ممتلكات شخصية، وكذا قتل النظام الالاف واعتقال عشرات الالاف وفصل من الوظائف مثلهم.، لذلك قلت عقب صدور قرار ترامب أن أثره على اخوان مصر لن يكون كما يتصوره الكثيرون، فقد قام النظام المصري بالمهمة مبكرا.
٥- نأتي الآن لفكرة حل الجماعة التي تطرح منذ الانقلاب، وسأفترض أن الجماعة قررت بالفعل، وبصدق هذا القرار فما هي ردود الفعل والتداعيات المتوقعة؟

  • سيكون النظام أول المكذبين لهذا الإعلان، وسيخرج إعلامه مدعيا أن ما فعله الاخوان هو تقية وحيلة والتفاف وانه غير حقيقي، وستتواصل ضرباته ضد المنتسبين (سابقا) للجماعة.
  • ⁠في الوقت نفسه سيقيم أفراح أنه نجح في إجبار الجماعة على هذا القرار، وأنه وأدها للأبد (لا تخرج قبل أن تقول سبحان الله)
  • ⁠القوى السياسية المناوئة أو المنافسة للاخوان يتردد الأسطوانة نفسها حتى وان شعرت بحالة ارتياح كاذب داخلها
  • ⁠ولماذا نذهب بعيدا فقد أعلن الاخوان تخليهم عن الصراع على السلطة في إعلان تاريخي نقلته وكالة رويترز عن المسئول الاول للجماعة الراحل إبراهيم منير في حياته فماذا كانت ردود الفعل على ذلك؟ باستثناءات قليلة رحبت كانت الاغلبية مشككة ومكذبة
  • ⁠بالنسبة للتيار الإسلامي السياسي ستحدث صدمة حتى لو ادعى البعض غير ذلك لان هذا التيار سيكون قد فقد الجسم الأكبر فيه، وسيشعر هذا التيار (وهو محق) أنه سيكون الهدف التالي وهو ما سيحدث فعلا.
  • ⁠بالنسبة لأفراد الجماعة سيتفرقون بين اتجاهات مختلفة، بعضهم سيغلق على نفسه داره، وبعضهم سيطلق العمل الدعوي والسياسي وينصرف إلى معيشته، وبعضهم سيلتحق بجماعات أخرى مسلحة أو سلمية، وبعضهم قد يؤسس جماعات أخرى
  • ⁠بالنسبة للمعتقلين والمطاردين سيفقدون حائطا كانوا يسندون ظهورهم إليه رغم قلة حيلته فيما يخص إنهاء مأساة المعتقلين إلا أنه يخفف عن أسرهم بقدر المستطاع، ويتبنى قضيتهم ويبقيها حية.
  • ⁠بالنسبة للأمريكان والنظم العربية المعادية للاخوان سيتعاملون ايضا بطريقة مزدوجة فهم سيحتفون بهذا الانجاز التاريخي الذي حققوه، وفي الوقت نفسه سيواصلون ضرباتهم للأفراد والكيانات التي انتسبت سابقا للاخوان، كما سيتقدمون خطوة جديدة نحو جماعات إسلامية أخرى يعتبرونها رديفة للاخوان وخاصة اي جماعات تدعم القضية الفلسطينية وتطالب بالتغيير في دولها
  • ⁠القضية الفلسطينية والمقاومة تحديدا ستكون أكبر المتضررين حيث ستفقد ظهيرا حقيقيا هو الأكثر دعما وإخلاصا لها وقد كان ذلك هو سبب القرار الأمريكي الجديد بالتصنيف
  • ⁠كما ان الأقليات المسلمة في العديد من الأقطار ستفقد ايضا ظهيرا حقيقيا لطالما تبنى قضاياها

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى