أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الجمعة، أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا والضفة الغربية تمثل “تصعيدا خطيرا” وخرقا واضحا للقانون الدولي، مشددا على ضرورة وقف تلك الانتهاكات ودعم الجهود الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار في غزة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك في ختام أعمال المنتدى الإقليمي العاشر للاتحاد من أجل المتوسط، الذي انعقد في مدينة برشلونة الإسبانية.

خرق للسيادة السورية وتصعيد غير مبرر

أشار الصفدي إلى أنه “في الوقت الذي تعمل فيه سوريا على إعادة البناء، تستمر إسرائيل في خرق السيادة السورية والاعتداء على أرضها وبثّ الفتنة بين مكونات شعبها”.

وأوضح أن العدوان الإسرائيلي على قرية بيت جن في ريف دمشق، والذي أسفر عن مقتل عشرة سوريين وفق الأرقام الأولية، يشكّل انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي وتصعيدًا غير مبرر.

وشدّد على أهمية دعم سوريا في عملية إعادة الإعمار على أسس تحفظ أمنها واستقرارها وسيادتها وتلبّي حقوق مواطنيها بعدالة ومساواة.

وبحسب المعلومات المتداولة، فقد توغلت دورية إسرائيلية فجر الجمعة داخل قرية بيت جن، ما أدى إلى اشتباكات مسلحة أصيب خلالها 6 عسكريين إسرائيليين، قبل أن تشن تل أبيب قصفًا جويًا أسفر عن مقتل 13 شخصًا بينهم نساء وأطفال.

أزمة غزة واستمرار المعاناة الإنسانية

وفيما يتعلق باتفاق وقف النار في غزة، قال الصفدي إن المساعدات التي دخلت القطاع منذ التوصل للاتفاق في 10 أكتوبر الماضي “لا تلبّي أكثر من 20% من حاجة الغزيّين”.

وأضاف أن أطفال غزة محرومون من التعليم منذ أكثر من عامين، وأن الأمطار دمّرت 13 ألف خيمة للنازحين، ما تسبب في تشريد أكثر من 740 ألف فلسطيني.

وأوضح أن تثبيت وقف إطلاق النار يمثل المرحلة الأولى من خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشددا على ضرورة إنجاح هذه الخطة لوقف القتل والتجويع والانتقال إلى مسار سياسي يحقق “السلام العادل والدائم على أساس حل الدولتين”.

وأشار إلى أن الأردن يواصل العمل مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول المنطقة لتثبيت وقف النار وضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ ومنتظم.

الضفة الغربية: خطر الانفجار

قال الصفدي إن إسرائيل تدفع الضفة الغربية نحو “التفجّر” من خلال استمرار الاستيطان ومصادرة الأراضي وشن عمليات عسكرية واسعة.

وأكد ضرورة العمل الدولي لمنع خلق ظروف قد تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وإطلاق عملية سياسية حقيقية قائمة على حل الدولتين.

واتهم الوزير الأردني الجيش الإسرائيلي بارتكاب جريمة حرب بعد قتل جنديين إسرائيليين شابين فلسطينيين “عمدا وبدم بارد” في جنين رغم استسلامهما.

تصعيد متواصل في جنين وطوباس

تأتي هذه الحادثة في وقت يشن فيه الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في جنين وطوباس تشمل اعتقالات واقتحامات مكثفة.

وأدى التصعيد في الضفة إلى مقتل أكثر من 1085 فلسطينيًا وإصابة نحو 11 ألفًا، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألفًا و500 شخص منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023.

حرب غزة: عامان من الدمار

خلّفت الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ 8 أكتوبر 2023 أكثر من 69 ألف قتيل و 171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب دمار واسع قدرت الأمم المتحدة كلفة إعادة إعماره بنحو 70 مليار دولار.