إسرائيل لا تعتزم الانسحاب قريبًا من المنطقة العازلة داخل سوريا

قال مسؤول سياسي إسرائيلي، الأربعاء، إن تل أبيب لا تخطط للانسحاب في المستقبل القريب من المنطقة العازلة داخل الأراضي السورية، والتي سيطرت عليها نهاية العام الماضي، مشيرًا إلى أن الظروف الأمنية لا تسمح بإعادة تموضع القوات في الوقت الحالي.
رفض للمطالب السورية بشأن الانسحاب
وأوضح المسؤول أن المطالب السورية بانسحاب القوات الإسرائيلية من المواقع الحدودية وفي منطقة جبل الشيخ لن تتحقق قريبًا، مرجعًا ذلك إلى ما وصفه بعدم قدرة السلطات السورية على الوفاء بالتعهدات المتعلقة بمنع الأنشطة المسلحة المنطلقة من الأراضي السورية باتجاه إسرائيل.
الملف السوري يتصدر اجتماع ترامب – نتنياهو
وتأتي هذه التصريحات في ظل استعدادات لاجتماع مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نهاية الشهر الجاري.
ومن المتوقع أن يحتل الوضع العاجل في سوريا صدارة جدول أعمال اللقاء، مع تسريع الاتصالات بين الجانبين للتوصل إلى تفاهمات جوهرية قبل انعقاد الاجتماع.
تفاهمات أمنية مرتقبة
وتشمل تلك التفاهمات المحتملة فرض قيود على نشاط الجيش الإسرائيلي في المناطق التي تنتشر فيها القوات السورية، وتعزيز التعاون الأمني ضد الجماعات المسلحة، إضافة إلى ضمان سلامة الدروز في محافظة السويداء، ضمن حزمة ملفات يجري بحثها بين الطرفين.
وتهدف الولايات المتحدة، وفق المؤشرات المطروحة، إلى دفع عملية خفض التصعيد وصولًا إلى اتفاقية طويلة الأمد بين الجانبين.
مخاوف من تصعيد جديد
ويُبدي مسؤولون أمريكيون خشيتهم من أن تؤدي ردود الفعل العسكرية الإسرائيلية في سوريا ولبنان إلى تصعيد قد يُفقد المنطقة ما تحقق من استقرار نسبي خلال العام الماضي.
دعوة أممية لانسحاب إسرائيل من الجولان
وتأتي هذه التطورات غداة اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من الجولان السوري، باعتبار وجودها في المنطقة “عملاً غير قانوني”.
ورغم أن القرار غير ملزم، فإنه يعكس موقفًا دوليًا رافضًا لاستمرار الاحتلال.
احتلال قديم وتوسع جديد
وتحتل إسرائيل الجولان منذ عام 1967، وتوسعت لاحقًا داخل المنطقة العازلة وجبل الشيخ جنوبي سوريا، معلنة انهيار اتفاقية فصل القوات الموقعة بين الجانبين بعد الحرب.
وخلال الأشهر الماضية، جرت محادثات سورية ـ إسرائيلية بهدف التوصل إلى اتفاق أمني يوقف الاعتداءات الإسرائيلية على دمشق، إلا أن المحادثات توقفت بسبب إصرار تل أبيب على البقاء في المناطق التي سيطرت عليها بعد سقوط النظام السوري في ديسمبر 2024.
خروقات متواصلة رغم الدعوات للتهدئة
ورغم الدعوات الأمريكية إلى خفض التصعيد، واصلت القوات الإسرائيلية تنفيذ عمليات قصف وتوغلات داخل الأراضي السورية، في خروقات باتت شبه يومية خلال الأسابيع الأخيرة، ما يزيد التوتر على الحدود ويعقد الجهود الدبلوماسية الجارية.




