ذكرى رحيل أحمد فؤاد نجم: الكلمة التي لا تموت

ذكرى أحمد فؤاد نجم تتجاوز التاريخ، مؤكدة قوة الكلمة التي تخترق قلوب الناس وتكون أكثر تأثيرًا من السلاح.
توفي نجم في 3 ديسمبر 2013، تاركًا إرثًا شعريًا ساخرًا وعميق التأثير. كان بمثابة صوت الشارع المصري، يترجم معاناة الفقراء بقصائد تفضح السلطة وتفككها بذكاء وسخرية.
نجم لم يكن معارضًا بالمعنى الكلاسيكي… كان مشاغبًا.
يكتب كما يتنفس، يجلد الأنظمة بضحكة، ويواجه القمع بروح شقية لا تعرف الخضوع. شراكته مع الشيخ إمام كانت ثنائية ثورية كاملة: صوت يُشعل، وكلمات تُصيب الهدف بلا تردد.
ذكراه اليوم تُذكّرنا بأن الشعر ليس ترفًا، بل فعل مقاومة.
وأن السخرية قد تكون أحيانًا أعمق من الخطب، وأصدق من البيانات السياسية.
رحل نجم، لكن كلماته—”الفول واللحمة” و”اتجمعوا العشاق” و”هما مين وإحنا مين”—لا تزال تطارد كل سلطة تعتبر نفسها أثقل من نقد الناس.
باختصار: مات الشاعر، وبقيت النغزة.





