بدر عبد العاطي: لن تحكم مصر غزة ولا أي دولة أجنبية.. والفلسطينيون وحدهم من سيديرون القطاع

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن مصر لن تحكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية، مشددًا على أن الفلسطينيين هم من سيحكمون أنفسهم، وأن القاهرة ترفض أي ترتيبات دولية تُفضي إلى إدارة أجنبية للقطاع.
جاءت تصريحات عبد العاطي خلال جلسة نقاشية في منتدى الدوحة بالعاصمة القطرية، حيث أوضح أن مصر “لن تكون طرفًا في أي خطة تستهدف فرض إدارة غير فلسطينية على غزة”.
خطة أمريكية لـ”مجلس سلام” وحكومة تكنوقراط فلسطينية
وبحسب ما جاء في الجلسة، فإن الخطة الأمريكية المطروحة تتضمن تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية تعمل تحت إشراف “مجلس سلام” تنفيذي بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع نشر قوة دولية لحفظ السلام على طول “الخط الأصفر” في غزة. ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، حددت الولايات المتحدة منتصف يناير 2026 موعدًا لبدء نشر “قوة الاستقرار الدولية”.
وتشير الخطة إلى أن “الخط الأصفر” هو خط وهمي يفصل بين المناطق التي ينتشر فيها الجيش الإسرائيلي وتلك التي لا ينتشر فيها داخل القطاع، وهو جزء من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي.
خرق الاتفاق والقصف المستمر على غزة
ورغم اتفاق وقف النار، تواصل إسرائيل يوميًا قصف مناطق متعددة من القطاع، ما أسفر عن مقتل 367 فلسطينيًا وإصابة 953 آخرين، وفق وزارة الصحة في غزة. كما تواصل إسرائيل منع دخول كميات كافية من الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، في ظل معاناة نحو 2.4 مليون فلسطيني أوضاعًا مأساوية.
وشدد عبد العاطي على ضرورة “فتح كل المعابر الحدودية دون استثناء لتدفق المساعدات إلى غزة”، مؤكدًا أن الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف النار تُفاقم الكارثة الإنسانية.
موقف مصر من معبر رفح ورفض التهجير القسري
وبشأن معبر رفح، قال عبد العاطي: “لن نسمح باستخدام معبر رفح لتهجير الفلسطينيين”. وأكد أن القاهرة لم تُنسق مع إسرائيل حول إعادة فتح المعبر للراغبين في الخروج من غزة، نافيًا ما أعلنته تل أبيب في هذا الصدد. وأضافت مصر أن أي إعادة فتح للمعبر ستكون في الاتجاهين، وليس لخروج الفلسطينيين فقط.
وخلال الحرب التي استمرت عامين، رفضت القاهرة خطة إسرائيلية أمريكية تهدف لتهجير الفلسطينيين إلى مصر، معتبرة أنها محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.
سياق أوسع للحرب والإبادة الممنهجة
ووفق المعطيات الميدانية، خلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 70 ألف قتيل و170 ألف جريح فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال. وتتهم منظمات دولية إسرائيل بارتكاب “جرائم إبادة جماعية” بدعم أمريكي مباشر منذ بداية الهجوم.
أُقيمت إسرائيل عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة، ولا تزال تحتل باقي الأراضي الفلسطينية وترفض الانسحاب منها، إضافة إلى رفضها قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية.






