وزير الطاقة الإسرائيلي: اتفاقية تصدير الغاز إلى مصر “خلال أسابيع”

رجّح وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، الخميس، توقيع الاتفاقية الجديدة لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر “خلال أسابيع”، مؤكدًا أن الفجوات بين الجانبين تقلّصت بشكل كبير، وأن المفاوضات بين الحكومتين وشركات الطاقة باتت في مراحلها النهائية.
وقال كوهين في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن “ترك الغاز الطبيعي في قاع البحر يتنافى مع المنطق الاقتصادي واحتياجات إسرائيل الجيوسياسية”، مشيرًا إلى أن إسرائيل تمتلك احتياطات تكفي لثلاثين عامًا من الاستهلاك والتصدير.
اتفاقية الغاز مع مصر… 35 مليار دولار حتى 2040
تطرّق كوهين إلى الاتفاقية الجديدة البالغة قيمتها 35 مليار دولار، والتي ستتضمن تصدير 130 مليار متر مكعب من الغاز إلى مصر حتى عام 2040، في أكبر صفقة طاقة تُبرمها إسرائيل.وأوضح أن الاتفاقية “لم تُعرقَل” من حكومة بنيامين نتنياهو كما أُشيع، وأن التأخير كان مرتبطًا بـ”توضيحات أمنية” طلبتها القاهرة، دون أن يكشف طبيعتها.
وحتى الساعة 09:50 ت.غ لم يصدر تعليق رسمي من القاهرة.
سياق توتر سياسي واقتصادي
تأتي تصريحات كوهين وسط حديث إعلامي عن صفقة غاز قطرية محتملة مع مصر، وفي ظل تعطل الاتفاق بين تل أبيب والقاهرة منذ نحو 3 أشهر.وكانت “يسرائيل هيوم” قد قالت في سبتمبر إن نتنياهو وجّه بعدم المضي في الاتفاقية دون موافقته الشخصية، على خلفية مزاعم بـ”انتهاك” مصر للملحق الأمني لمعاهدة السلام، وهو ما نفته القاهرة.
وتصاعدت الخلافات بين الجانبين مع اندلاع حرب الإبادة في غزة منذ أكتوبر 2023، ورفض مصر لخطة إسرائيلية أمريكية تهدف لتهجير فلسطينيين من القطاع إلى سيناء.
اتفاقيات سابقة… ومفاوضات جديدة
في أغسطس الماضي، أعلنت شركة نيو ميد إنرجي توسيع اتفاقية عام 2019 لتصدير 60 مليار متر مكعب من غاز حقل ليفياثان إلى مصر.أما الصفقة الجديدة المرتقبة، فهي الأضخم، وتمتد حتى عام 2040 بقيمة 35 مليار دولار، ومن شأنها تعزيز مكانة إسرائيل كمُصدّر إقليمي للطاقة، بحسب كوهين الذي قال إنها “ستضمن أسعار طاقة منخفضة للمستهلكين الإسرائيليين”.
توجه نحو الطاقة النووية: خطة لإنشاء محطة في إسرائيل
كشف كوهين عن تشكيل فريق خبراء لإعداد استراتيجية وطنية للطاقة النووية تشمل إنشاء محطة نووية لتوليد الكهرباء.
وقال إن تكلفة توليد الكهرباء من الطاقة النووية “تتراجع يومًا بعد آخر بفضل التقنيات الجديدة”، مشيرًا إلى أن الطلب على الكهرباء في إسرائيل ينمو بنسبة 3.7% سنويًا، ويتضاعف كل 20 عامًا.
وأضاف أن الزيادة المتوقعة في الطلب بسبب الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمومية، والمركبات الكهربائية تجعل الاعتماد على الطاقة النووية خيارًا لا يمكن تجنبه.
ورغم حديثه عن الاستخدام السلمي، تبقى إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية، دون إعلان رسمي أو خضوع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
نقل مصفاة حيفا إلى النقب… “درس من الحرب مع إيران”
تطرق كوهين إلى استهداف مصفاة حيفا النفطية بصاروخ إيراني خلال الحرب الأخيرة بين الجانبين في يونيو الماضي.
وقال إن المصفاة عادت للعمل بطاقتها الكاملة، لكن “الدرس المستفاد” يدفعه للضغط باتجاه عدم إغلاق المصفاة كما كان مخططًا، بل نقلها إلى منطقة ميشور روتم في النقب.
وأوضح أن إنشاء مصفاة جديدة في النقب “سيخلق آلاف الوظائف ذات الأجور المرتفعة”، مشيرًا إلى توصله إلى تفاهمات مع رؤساء البلديات بهذا الشأن.






