ترحيب عربي وخليجي واسع بإلغاء الولايات المتحدة عقوبات «قانون قيصر» على سوريا

رحّبت دول عربية ومجلس التعاون الخليجي بإلغاء الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على سوريا بموجب ما يُعرف بـ«قانون قيصر»، معتبرة الخطوة تطورًا مهمًا لدعم دمشق في مرحلة ما بعد الحرب، وفتح آفاق جديدة للتعافي الاقتصادي والاستقرار.
وجاءت مواقف الترحيب في بيانات رسمية صادرة عن السعودية وقطر والكويت والبحرين والأردن، إضافة إلى مجلس التعاون الخليجي الذي يضم الدول الست الأعضاء.
توقيع أمريكي يضع القرار موضع التنفيذ
ومساء الخميس، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2026، المتضمن بندًا يقضي بإلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب «قانون قيصر»، لتُرفع العقوبات رسميًا بعد سنوات من سريانها.
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد صوّت، الأربعاء، لصالح قانون موازنة وزارة الدفاع لعام 2026، متضمنًا البند نفسه، وأحاله إلى الرئيس للتوقيع.
ترحيب إقليمي ودولي
من جهتها، رحبت تركيا بالقرار، إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية أونجو كتشالي إن الخطوة من شأنها تشجيع التعاون الدولي لإعادة إعمار سوريا، بما يعزز الاستقرار والأمن والازدهار في البلاد.
وكان «قانون قيصر» قد أُقر في ديسمبر/كانون الأول 2019 لمعاقبة أركان نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، على خلفية اتهامات بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين.
موقف سوري رسمي ودعوة للاستثمار
ورحبت وزارة الخارجية السورية، الجمعة، بـ«الإزالة النهائية» للعقوبات الاقتصادية المفروضة بموجب «قانون قيصر»، مؤكدة أن القرار يمثل تطورًا مهمًا يخفف الأعباء عن الشعب السوري ويفتح المجال أمام مرحلة جديدة من التعافي والاستقرار.
وأعربت الوزارة عن شكرها للولايات المتحدة، والدول الشقيقة والصديقة التي أسهمت بجهودها الدبلوماسية في إنهاء العقوبات، مجددة دعوتها للمستثمرين من الدول الشقيقة والصديقة، ولرجال الأعمال السوريين، إلى دراسة فرص الاستثمار والمشاركة في إعادة الإعمار.
كما هنّأ الرئيس السوري أحمد الشرع شعب بلاده برفع العقوبات، في رسالة مصورة، موجّهًا الشكر لترامب، وقادة تركيا والسعودية وقطر على دورهم في تحقيق هذا التطور.
مواقف عربية: دعم للاستقرار وإعادة البناء
السعودية:
أكدت وزارة الخارجية السعودية ترحيب المملكة بالقرار الأمريكي، معتبرة أنه يحقق تطلعات الشعب السوري ويدعم الاستقرار والتنمية، وأشادت بالدور الإيجابي لترامب منذ إعلانه نية رفع العقوبات خلال زيارته للرياض في مايو/أيار 2025.
قطر:
وصفت الدوحة القرار بأنه خطوة مهمة نحو دعم الاستقرار والازدهار في سوريا، معربة عن أملها في أن يسهم في فتح آفاق جديدة للتعاون وعودة الاستثمارات وتدفق المساعدات الدولية.
الكويت:
أعربت الخارجية الكويتية عن ترحيبها بإلغاء عقوبات «قيصر»، معتبرة الخطوة مساهمة في دعم التعافي الاقتصادي السوري وتعزيز جهود الحكومة في إعادة البناء والتنمية.
البحرين:
أكدت المنامة أن القرار يدعم جهود الحكومة السورية في تعزيز الاستقرار وإعادة التعافي والبناء، مجددة تضامنها مع الشعب السوري.
الأردن:
رحبت عمّان بالقرار، واعتبرته خطوة مهمة لدعم جهود سوريا في إعادة البناء وتحقيق تطلعات شعبها بالتنمية والازدهار، مؤكدة موقفها الثابت في دعم وحدة سوريا وسيادتها.
مجلس التعاون الخليجي: خطوة إيجابية
بدوره، رحّب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي مجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، بقرار رفع العقوبات، مؤكدًا أنه يمثل تطورًا إيجابيًا يسهم في تحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، وتهيئة بيئة مواتية للتعافي ودمج سوريا تدريجيًا في محيطها الإقليمي والدولي.
خلفية سياسية
ويأتي هذا التطور بعد تحركات إقليمية ودولية مكثفة، أعقبت دخول قوى المعارضة السورية العاصمة دمشق في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، وإعلان الإطاحة بنظام بشار الأسد الذي حكم البلاد لأكثر من عقدين، ما فتح الباب أمام مسار سياسي واقتصادي جديد في سوريا.


