
بعد ال60 بتنا أكثر شفافيةً من زجاجٍ نقيّ. تُصيبنا الكلمة الجارحة.وتُدمي أرواحنا نظرةُ تجاهل، أو صوتٌ تكبر غير خفيض.
لم تعد الحماقة مباحه او مضحكة…
بل موجعة.ولم تعد جلافةُ البعض طباعٍ سيئة،بل جريمةً كاملةً .
تنزف قلوبنا، من طلبٍ يعلم مقدمه انه فوق طاقتنا.
ننتمي لجيلٍ تشكّلت روحه من حفظ الكرامه و العِشرة. من صدق النوايا.من احترام الكلمة، والوعد،والمعنى.
نزن الكلمة قبل خروجها من الفم،
كأنها عقدٌ من الماس.
نُزهر حين تصلنا كلمة طيبة.
ونُشفى بكفّ ودٍّ يمتد إلينا.
ونعيش بكلمة صادقة،
لا تتكلّف، لا تتصنّع،فقط… تشبهنا.
نحن جيلٌ لا تُعاد طباعته.
ولا يُستبدل إذا انكسر.
ولا يصنع له المصنعون قطع غيار.
لذلك، لا تعاملونا كما تُعاملون من وُلدوا في زمن الطمع والكذب والتسفل والتعجل .
نحن أبناء زمنٍ عاقلٍ، الكلمة فيه تساوي عمرًا ،والادب عهدا
لا نعرف حرصًا،ولا بخلًا.
بل عدلا ولو حسبه البعض ظلما..
بعد سن الستين. تجرحنا حلاقه الكلمة القاسية.ويؤذينا جلافه الكذبه المدعين والحمقي الموهومين.
. ويذبحنا غدر الخونه المستأمنين.
تسعدنا الكلمة الطيبة.
والاهتمام.ومودة الصادقين.
فرِّقوا بنا.
نحن جيلٌ ليس له قطع غيار.
فرِّقوا بنا
بعد الستين نصبح كضوء الفجر،
شفّافين،
مرهفين.
يؤلمنا غياب السؤال من الأقارب والأصدقاء، حين نحتاج وسؤالهم لدفئهم.
يؤلمنا أن يأتي السؤال فقط ممن لم نتوقع سؤاله. فيكون حضوره تذكير لنا بقائمه الغائبين،ممن كنا نظنهم أقرب.
يؤلمنا أن من تقاسموا معنا الخبز، يوما و نسوا أن الوفاء مثل نظر العين وخبز الروح.
إذا خفّ… جفّ.
وإذا جفّ…
بات القلب ضريرا.
يؤلمنا أن نخبّئ المرض
والألم خلف ابتسامة مغشوشة.
أو صمت خافت
كي لا نؤذي من نحب.
سنبقي، نُزهر بكلمة طيبة.
أبناء زمنٍ كانت فيه الكلمة وعدًا.
وكان الصمت لغة القلوب.
حكايات لن يمحوها الوقت.
نضيء رغم العتمة.
ورغم كل ألم.
و ربما ستُزهر…اكثر
بعد الغياب!
فهناك من لا نعرف قيمتهم
إلا بعد أن نخصمهم من حياتنا،،،،،،،،







