مها عبد الناصر لـ “أخبار الغد”: أداء الحكومة سيِّئ جدًا.. والمواطن يواجه أزمة معيشية خانقة والحلول غائبة

أكدت النائبة مها عبد الناصر أن أداء الحكومة الحالية «سيئ للغاية»، مشددة على أن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في مصر وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة من الصعوبة، انعكست بشكل مباشر على حياة المواطنين، الذين بات كثير منهم عاجزين عن تلبية احتياجاتهم الأساسية، وعلى رأسها الطعام.

جاء ذلك خلال حوارها المصور مع الإعلامي نادر فتوح، رئيس تحرير موقع أخبار الغد، حيث تناول الحوار عددًا من الملفات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الشائكة، في مقدمتها غلاء الأسعار، تآكل الدخول، ضعف القدرة الشرائية، وتراجع مستوى الخدمات الأساسية.

أزمة معيشية حقيقية وليست أرقامًا

وأوضحت عبد الناصر أن الحكومة تتعامل مع الأزمة الاقتصادية بمنطق الأرقام والمؤشرات، بينما الواقع على الأرض يعكس أزمة معيشية خانقة يشعر بها المواطن يوميًا، مؤكدة أن الحديث عن «تحسن مؤشرات» لا ينعكس على حياة الناس، في ظل ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وتزايد الأعباء على الطبقة المتوسطة والفقيرة.

وأضافت أن المواطن لم يعد قادرًا على التكيّف مع موجات الغلاء المتتالية، في ظل دخول ثابتة أو متآكلة، وغياب سياسات واضحة لحماية الفئات الأكثر تضررًا، معتبرة أن استمرار هذا الوضع ينذر بتداعيات اجتماعية خطيرة.

السياسات الاقتصادية وغياب الرؤية

وانتقدت النائبة السياسات الاقتصادية المتبعة، مشيرة إلى أن الحكومة تفتقر إلى رؤية شاملة لإدارة الأزمة، وتعتمد على حلول مؤقتة لا تعالج جذور المشكلة، لافتة إلى أن الاعتماد المفرط على القروض، دون إصلاح حقيقي في هيكل الاقتصاد، يزيد من الضغوط على الدولة والمواطن معًا.

وشددت على ضرورة إعادة النظر في أولويات الإنفاق العام، وربط السياسات الاقتصادية بالعدالة الاجتماعية، بدلًا من تحميل المواطن وحده كلفة الإصلاحات، مؤكدة أن أي برنامج اقتصادي لا يضع الإنسان في قلبه هو برنامج محكوم عليه بالفشل.

البرلمان بين الرقابة والمساءلة

وفيما يتعلق بدور البرلمان، أكدت عبد الناصر أن المسؤولية لا تقتصر على إقرار القوانين فقط، بل تمتد إلى ممارسة رقابة حقيقية ومساءلة جادة للحكومة عن نتائج سياساتها، مشيرة إلى أن الشارع ينتظر مواقف واضحة تعبر عن معاناته، لا مجرد بيانات أو تصريحات عامة.

وأوضحت أن البرلمان مطالب بالضغط من أجل سياسات تحمي محدودي الدخل، وتعيد التوازن بين متطلبات الإصلاح الاقتصادي وحقوق المواطنين في حياة كريمة.

تحذير من استمرار النهج الحالي

وحذّرت النائبة من أن استمرار الحكومة في نفس النهج، دون تغيير حقيقي في السياسات أو الاعتراف بحجم الأزمة، قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدة أن تجاهل صوت الشارع لن يساهم في تحقيق الاستقرار، بل يزيد من حالة الاحتقان.

واختتمت عبد الناصر تصريحاتها بالتأكيد على أن الحل يبدأ بالاعتراف بالمشكلة، والاستماع لصوت المواطنين، ووضع سياسات اقتصادية عادلة تعيد الثقة بين الدولة والمجتمع.