تقارير

تقرير: هل تتحقق مقولة أردوغان بعد فوز إمام أوغلو بولاية ثانيه في إسطنبول؟

معركة الانتخابات البلدية في إسطنبول تتسم بالحماس والتنافس الشديد بين المرشحين. فوز مرشحي حزب الشعب الجمهوري برئاسة بلديتَي إسطنبول وأنقرة

يعتبر تحدياً كبيراً أمام حزب العدالة والتنمية، خاصة بعد فقدان الرئيس أردوغان القدرة على الترشح مجدداً للرئاسة.

هذه النتيجة تعتبر أسوأ هزيمة لأردوغان خلال فترة حكمه، وتعزز فرصة مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو في السباق على حكم تركيا.

إمام أوغلو أكد أهمية إسطنبول في السباق السياسي، مشيراً إلى أن من يفوز بإسطنبول سيكون قد فاز بتركيا. وبفارق مليون صوت، أعلن إمام أوغلو فوزه برئاسة بلدية إسطنبول على منافسه من حزب العدالة والتنمية.

وهذا هو الفوز الثاني لإمام أوغلو بنفس المنصب الذي سبق وفاز به في انتخابات بلدية 2019. كما سعى أردوغان بشكل مكثف لاستعادة هذه البلدية من المعارضة،

نظرًا لأهميتها السياسية والاقتصادية في تركيا، ولكنه لم ينجح على الرغم من الجهود الدعائية الكبيرة التي بذلها.

وفي خطابه أمام أنصاره في منطقة ساراشاهين بعد فوزه، وجه إمام أوغلو رسائل إلى أردوغان والحزب الحاكم، حيث نقلت صحيفة “زمان” التركية المعارضة ما قاله بالضبط.

وقد سألت نفسي عن الرسالة التي بعثها المواطنون لنا بعد انتهاء هذه الانتخابات، وما هي الرسالة التي وجهها المواطنون إلى منافسينا والسيد الرئيس.

نقول لكم إن الحزبية قد انتهت وأصبح هناك بلدية شعبية، وسنواصل العمل بنفس الروح الفائزة.

سنستمر في تقديم خدمة متساوية وعادلة لجميع سكان إسطنبول. وقد وجه الشعب رسالة واضحة للحكومة، وهي أنه لا يمكن أن تكون هناك فرص للوصاية،

وأن شخصًا واحدًا لن يصدر الأوامر، بل سيكون الشعب هو من يصدر الأوامر. اعتبارًا من اليوم، انتهى حكم الفرد الواحد، وقد قلنا من قبل إن الشعب هو الفائز دائمًا وسيستمر في النجاح.

أقر الرئيس التركي بأن حزبه لم يحقق النتائج المأمولة في الانتخابات المحلية، وأعلن في خطاب أمام أنصاره في أنقرة أنهم سيحاسبون أنفسهم وسيدرسون الرسائل التي وصلت من الشعب.

وأكد أن الانتخابات المحلية ليست النهاية بالنسبة لهم، بل هي نقطة تحول. وبالإضافة إلى فوز إمام أوغلو ببلدية إسطنبول، فاز منصور ياواش مرشح حزب الشعب الجمهوري برئاسة بلدية أنقرة للمرة الثانية.

وحافظ حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، على سيطرته على المدن الرئيسية مثل أنقرة وإسطنبول وإزمير ومرسين وأضنة وأنطاليا. وأعلن زعيم الحزب، أوزغور أوزيل، أن النتائج تؤكد على قيادة الحزب لسياسة جديدة في البلاد.

وفي جنوب شرق تركيا، أكد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب فوزه في 10 بلديات. وأعلن زعيم حزب الرفاه فاتح أربكان أن حزبه حل في المرتبة الثالثة بين الأحزاب الفائزة.

حيث يمنعه الدستور المعدل عام 2018 من الترشح لأكثر من فترتين. ويعتبر إسطنبول ذات أهمية اقتصادية كبيرة، حيث تمتلك أكبر ميزانية في البلاد.

وكان تقدم إمام أوغلو متوقعًا، وسيكون المرشح الأقوى في انتخابات الرئاسة المقبلة بعد 4 سنوات. ومع ذلك، فقد يواجه ملاحقات قضائية جديدة لمنعه من الوصول إلى رئاسة البلاد. في ديسمبر 2022، صدر حكم إبتدائي بمنع إمام أوغلو من العمل السياسي لمدة 5 سنوات بتهمة إهانة مسؤولي الانتخابات عام 2019، ولكن لم يصدر حكم نهائي بعد. ويصف المحلل السياسي التركي، محمود علوش، انتخابات إسطنبول بأنها محورية، وستؤثر نتائجها على تصميم السياسة الداخلية بعد 31 مارس.

يعتقد المحلل السياسي التركي، جودت كامل، أن فوز إمام أوغلو برئاسة بلدية إسطنبول قد يؤدي إلى تغيير الخريطة السياسية، حيث يمكنه أن يعيد جمع شتات المعارضة من خلال التواصل مع الحلفاء السابقين.

ويعتقد كامل أن إمام أوغلو يدرك أن الفوز في انتخابات الرئاسة يتطلب إعادة جمع صفوف المعارضة التي دخلت الانتخابات البلدية متشرذمة، وذلك من خلال التقارب مع حزب الخير وربما حزب السعادة وبقية الأحزاب.

وقد تفكك تحالف الأمة المعارض الذي يتألف من 6 أحزاب بعد خسارته في انتخابات الرئاسة في مايو الماضي.

، حيث سيفقد أهم أوراقه بعد عدم ترشح الرئيس أردوغان، وبالتالي سيحتاج الحزب إلى إشراك وجوه جديدة في قيادته.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى