مقالات ورأى

مدحت خفاجي يكتب: إقامة وطن قومى لليهود إسرائيل فكرة غبية وفاشلة

لا توجد أبدا دولة تبنى على الدين. فلا توجد دولة مسيحية أو إسلامية أو بوذية أو هندوسية.

الدول توجد على أساس قومى أوًجغرافى. وتيودور هرتزل الذى فكر فى إقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين

بعد طرد سكانها من العرب وتحويلهمً كلائجين الى الدول المجاورة،

للاسف لم يقرأ التاريخ فقد فشلت الحروب الصليبية فى إنتزاع الشام وفى مركزها القدس بعد عدة حروب قاربت ٢٠٠ عام.

ولم يبقى من الصليبيين الا أعداد قليلة ولدوا فى الشام واستوطنوا الجبال فى طرطوس وبلودان وصيدنايا ولبنان.

ولم يكن أبدا لليهود فى التاريخ دولة وأنما كانوا يحكمون آل كنعان بعد أن قاموا بغزو فلسطين بقيادة نبى الله داوود.

لكن السكان الاصليين من الكنعانيين كانوا فى فلسطين تحت حكم النبى داوود ومن جاء بعده.

مثال ذلك عندما حكم الهكسوس مصر مائة سنة أو النوبيين.

وظل المصريين فى بلدهم لم يغادروها. وحكم اليهود للكنعانيين كان حوالى ١١٧٠ عام قبل الميلاد وأستمر فترة لاتزيد عن مائتى عام حتى غزوهم البابليون وأخذوهم سبايا الى بلاد بين النهرين.

ولم يكون لليهود دولة فى التاريخ لانهم كانوا بدو رحل فى المنطقة يرعون الاغنام.

والتاريخ يوضح أن أنجح طريقة للهجرة الجماعية كانت فى أمريكا اللاتينية فى أمريكا الوسطى والجنوبية

عندما إندمج الاسبان والبرتغاليين مع السكان الاصليين ولم يحاولوا معهم التطهير العرقى .

وكانت تجربة أمريكا الشمالية أسوأ تجربة للهجرة الجماعية .

فقد إستغل المهاجرين من بريطانيا الاوائل وكانوا عبارة عن مجرمين مساجين تريد الدولة التخلص منهم فجلبتهم الى أمريكا.

وقد مارسوا التطهير العرقى ضد السكان الاصليين ووصل عدد من قتلوا من الهنود الحمر سواء بالبنادق أو بالامراض التى جلبها المهاجرين معهم مثل الجدوى وغيرها وكان الهنود الحمر

ليس عندهم مناعة ضد تلك الامراض أكثر منً مائة مليون من السكان الاصليين .

وساعدهم فى ذلك الفجوة التكنولوجية بين المهاجرين والسكان الاصليين الذين كانوا لايملكون بنادق أو مدافع يدافعون بها عن أنفسهم ضد المحتل الغاصب.

والآن أعداد الفلسطينيين يفوق أعداد اليهود فى فلسطين المحتلة باكثر من الثلث.

والفجوة التكنولوجية التى مكنت الفيلق اليهودى فى عام ١٩٤٨ من الانتصار على ٥ جيوش عربية ،

تقلصت الآن بحيث أصبح لدى الفلسطينيين من وسائل الدفاع الحديثة مايمنع اليهود من تطهيرهم عرقيا. ووجود إيران وتركيا معضدين للفلسطينيين أصبح من المستحيل تطهير الفلسطينيين عرقيا.

ولذلك يجب أن يقبل الاسرائيليون القبول بحتمية التعايش مع الفلسطينيين فى دولة واحدة قبل فوات الاوان. وإذا لم يستغل الصهاينة هذه الفرصة ستكون الهجرة الجماعية لهم من فلسطين هوالمتاح أمامهم عندما يصبح من الصعب العيش فى أمان مع أصحاب الارض الاصليين

وستكون حياتهم كابوس لهم من القتل وعدم الامان. وقد قوضت المقاومة الفلسطينية الاسسً الاربعة التى يعتمد عليها الوجود الصهيونى وهى الردع وجيش الدفاع الاسرائيلى والموساد والنصر الحاسم السريع.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى