مصر والسعودية تبحثان الحشد للاعتراف بفلسطين وإنهاء الإبادة الإسرائيلية في غزة

بحثت مصر والسعودية، الخميس، سبل مواصلة الحشد الدولي للاعتراف بدولة فلسطين من جهة، والعمل على إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، من جهة أخرى.
جاء ذلك خلال لقاء وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي، نظيره السعودي فيصل بن فرحان، في العاصمة الرياض، وذلك بعد نحو شهر من اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمدينة “نيوم” في 21 أغسطس/ آب الماضي، لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
تفعيل مجلس التنسيق المصري السعودي
أعرب الوزيران عن ارتياحهما للتقدم المحرز في إطار تفعيل مجلس التنسيق الأعلى المصري–السعودي واللجان المنبثقة عنه، تمهيدًا لعقد الاجتماع الأول للمجلس برئاسة السيسي وبن سلمان.
كما ناقش الجانبان العدوان الإسرائيلي على قطر، والتطورات المتسارعة في غزة، والتجاوزات في الضفة الغربية المحتلة. وكان الجيش الإسرائيلي قد شن غارة على موقع لحركة “حماس” في الدوحة بتاريخ 9 سبتمبر/ أيلول، وهو ما أدانته قطر مؤكدة احتفاظها بحق الرد.
إدانة مشتركة للعدوان الإسرائيلي
أكد الوزيران أن ما ترتكبه إسرائيل من انتهاكات يعكس “تهور السياسة الإسرائيلية وتجاوزها الصارخ لكافة المواثيق الدولية”، مجددين إدانتهما للعملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة، التي وصفت بأنها تصعيد بالغ الخطورة وانتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، قتلت إسرائيل 3 آلاف و542 فلسطينياً منذ بدء تصعيدها في 11 أغسطس/ آب الماضي. وحذر الوزير المصري من “التبعات الإنسانية الكارثية للتجويع ومحاولات التهجير القسري”.
دعوات لوقف الحرب والاعتراف بفلسطين
شدد الجانبان على ضرورة الوقف الفوري والشامل للعمليات العسكرية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، مع تضافر الجهود الدولية لإنهاء الحرب. كما أكدا على مواصلة الحشد الدولي للاعتراف بدولة فلسطين.
وبحث الوزيران الترتيبات لعقد مؤتمر دولي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الاثنين المقبل. وكانت بريطانيا وفرنسا وأستراليا وكندا قد أعلنت مؤخراً نيتها الاعتراف بدولة فلسطين.
وتعترف 149 دولة من أصل 193 عضواً في الأمم المتحدة بدولة فلسطين التي أعلنها الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 1988.
تصعيد في الضفة والقدس
بموازاة الإبادة في غزة، كثفت إسرائيل عملياتها في الضفة الغربية والقدس الشرقية، حيث قُتل ما لا يقل عن 1042 فلسطينياً، وأصيب أكثر من 10 آلاف، واعتُقل أكثر من 19 ألفاً، وفق بيانات فلسطينية رسمية.
مواقف إقليمية أخرى
أدان الوزيران التدخلات الإسرائيلية في سوريا ولبنان، مشيرين إلى أن إسرائيل تواصل قصف الجنوب السوري رغم سقوط نظام الأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2024، وتوسيع احتلالها لمناطق هناك.
كما استعرضا الوضع في لبنان، حيث تحولت الاعتداءات الإسرائيلية إلى حرب شاملة بين أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وسبتمبر/ أيلول 2024، أودت بحياة أكثر من 4 آلاف شخص. ورغم وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، فإن إسرائيل خرقت الاتفاق أكثر من 3 آلاف مرة.
السودان.. أولوية إنسانية
وبشأن السودان، شدد الوزيران على أهمية التوصل إلى هدنة إنسانية تمهيدًا لوقف إطلاق النار، تمهيداً لعملية سياسية شاملة تحافظ على وحدة الدولة ومؤسساتها. ومنذ أبريل/ نيسان 2023، أسفر الصراع بين الجيش و”الدعم السريع” عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح نحو 15 مليون، فيما قدّرت دراسات جامعية أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.