رمز الجمال والتاريخ المنهوب.. خبراء الآثار يطالبون بعودة تمثال الملكة نفرتيتي إلى مصر
أطلق عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، وثيقة تطالب بعودة رأس الملكة نفرتيتي إلى موطنها الأصلي في مصر. يأتي ذلك ضمن مساعي استعادة التراث المصري الذي تم نقله خارج البلاد.
وفي هذا السياق صرح الدكتور منير محمود، الخبير الأثري، أن رأس الملكة نفرتيتي تم اكتشافه بواسطة بعثة أثرية ألمانية عام 1912 في تل العمارنة بمحافظة المنيا. ويعد التمثال النصفي لنفرتيتي، المصنوع من الحجر الجيري والمغلف بطبقة من الجص، واحدًا من أشهر الآثار المصرية. التمثال الذي نحت حوالي عام 1345 ق.م على يد النحات المصري تحتمس، يبلغ طوله 47 سم، ويزن نحو 20 كيلوجرامًا.
يتميز التمثال بدقة تفاصيله وجماله، حيث تمثّل الملكة نفرتيتي بتاج أزرق مميز، مزين بإكليل ذهبي وثعبان كوبرا على جبينها (الذي تعرض للكسر الآن). ورغم أن التمثال في حالة جيدة بشكل عام، إلا أن العين اليسرى تفتقر إلى البطانة الموجودة في العين اليمنى، حيث أن بؤبؤ العين اليمنى مصنوع من الكوارتز المطلي باللون الأسود ومثبت بشمع العسل.
أشار منير في تصريحات خاصة لموقع “أخبار الغد” إلى وثيقة تم الكشف عنها في أرشيف الشركة الشرقية الألمانية التي تولت أعمال التنقيب، توضح اجتماعًا دار في 20 يناير 1913 بين لودفيج بورشاردت، رئيس البعثة الألمانية، ومسؤول مصري رفيع لمناقشة تقسيم الاكتشافات الأثرية بين البلدين. ويُقال إن بورشاردت حاول تضليل المسؤول المصري بادعاء أن التمثال مصنوع من الجبس، كما قدم صورة ذات إضاءة سيئة له، وأخفى التمثال عند زيارة مفتش الآثار المصري غوستاف لوفبفري.
ورغم أن الشركة الشرقية الألمانية ألقت باللوم على إهمال المفتش المصري، إلا أن منير أكد أن الاتفاقية التي تمت بين الطرفين لم تكن نزيهة.
أصبح تمثال الملكة نفرتيتي واحدًا من أكثر القطع الفنية شهرة وإعجابًا في متاحف برلين، ويُعتبر رمزًا للجمال في العالم القديم. بفضل تفاصيله الدقيقة، مثل العنق الطويل والحواجب المقوسة وعظام الوجنتين البارزة والشفاه الحمراء، يعد التمثال تجسيدًا لمعايير الجمال في العصور القديمة.