أحزاب وبياناتشباك نورمقالات وآراء

بيان حزب غد الثورة : العمال والحركة الوطنية المصرية

ما من عيد يُحتفى به على الورق، ويُنسى في الواقع، كعيد العمال في مصر.
هو العيد الذي يُطفأ فيه ضوء المصنع، وتُكمم فيه أفواه الورش، ويُرفع فيه الشعار… بينما يُسقط فيه الإنسان.
لكننا في حزب غد الثورة لا نكتب بيانات المناسبات، بل نكتب شهادات للتاريخ، وبلاغات للمستقبل.

في مثل هذا اليوم، لا نستعيد ذكرى عابرة، بل نستحضر تاريخًا من النضال الحقيقي،
حين كانت الطبقة العاملة في مصر ليست مجرد يد تُنتج، بل ضمير يُفكّر، وجبهة تُقاتل، وعصب وطني يُقاوم.
لا ننسى أن الحركة العمالية كانت، بجوار الحركة الطلابية، العمود الفقري للحركة الوطنية المصرية، من إضرابات المحلة، إلى اعتصامات السكة الحديد، إلى النقابات التي خاضت معارك الكرامة والعدالة في وجه الاستعمار والاستبداد.

في الثلاثينيات والأربعينيات، حين كانت الليبرالية المصرية في أزهى أطوارها، وقف حزب الوفد، ومعه قوى وطنية حرة، يؤيدون أول قانون للعمل، وأول حق للتأمين، وأول تنظيم نقابي مستقل.
وكان الزعيم مصطفى النحاس أول من قال تحت قبة البرلمان:
“لا حرية سياسية بلا عدالة اجتماعية، ولا استقلال وطني بلا كرامة للعامل المصري”.

لكن ما بين الأمس واليوم، انهارت الجدران التي كانت تحمي العامل،
من قانون العمل، إلى النقابات، إلى أبسط ضمان اجتماعي.
العامل في مصر لم يعُد هو من يفاوض، بل هو من يُساوَم… لا على الأجر، بل على البقاء.

نحن في حزب غد الثورة الليبرالي المصري،
نؤمن أن العدالة الاجتماعية ليست منّة، بل حق أصيل،
وواجب على دولة تحترم دستورها، وعلى مجتمع لا يُبنى على عرق الفقراء ويُملّك للأغنياء.

نُذكّر الدولة، في عيد العمال، أن العمال ليسوا مجرد ملف إداري في وزارة مهجورة،
بل هم “الركيزة” التي تنهض بها كل أمة حقيقية.
نُطالب بتعديل شامل لـ قانون العمل المصري، يحقق التوازن الحقيقي بين الحقوق والواجبات،
ويكفل للعامل أجراً عادلاً، وتأميناً محترماً، وكرامة غير قابلة للخصم أو التأجيل.

ونُذكّر الجميع، أن صمت العامل ليس رضى، وأن صبره ليس ضعفًا،
وأن كرامته حين تُمسّ… يصير الوطن كله في خطر.

في عيد العمال، نحيّي كل من يعمل في الظل، ويصنع الضوء لغيره.
نحيّي العامل الذي يصمد… لا لأنه لا يشعر، بل لأنه يحلم…
بوطن لا يُباع فيه الإنسان بثمن بخس.

رئيس الحزب
د. أيمن نور
١ مايو ٢٠٢٥

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى