إعلام إسرائيلي: الحرب على غزة تزيد من تفاقم أزمة الغذاء في إسرائيل
أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فاقم أزمة الغذاء في دولة الاحتلال مع تعطل الإنتاج الزراعي بسبب الحرب، ما أدى لارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وقالت صحيفة/جروزاليم بوست/ العبرية إنه “مع استمرار حرب السيوف الحديدية (الاسم الإسرائيلي للعدوان على قطاع غزة) في إحكام قبضتها على إسرائيل، بدأت آثارها الاقتصادية تظهر عواقب وخيمة على الأمن الغذائي في مختلف أنحاء الدولة، لا سيما ارتفاع أسعار المواد الغذائية، حيث ارتفعت أسعار الفاكهة والخضروات واللحوم والدجاج ومنتجات الألبان، وهذا فرض مزيدا من الضغوط على الوضع الهش بالفعل، مما يدفع الفئات السكانية الضعيفة إلى اختلال التوازن الغذائي”.
وأضافت أنه “في خضم حرب كلفت حتى الآن أكثر من 250 مليار شيكل (حوالي 66 مليار دولار)، واحتمال التصعيد مع حزب الله وإيران، وخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل من قبل العديد من الوكالات المالية، فإن هذه الزيادة الحادة في الأسعار تعني أن العديد من الإسرائيليين، وخاصة أولئك الذين يعانون بالفعل من انعدام الأمن الغذائي، سيواجهون صعوبة أكبر في الوصول إلى الغذاء المغذي”.
وقالت الصحيفة: إن الأرقام مثيرة للقلق، حيث يعاني ما يقرب من نصف مليون أسرة إسرائيلية حالياً من عدم الاستقرار المالي. وخلال رأس السنة العبرية هذا العام، اضطر العديد من الأسر إلى تناول وجبات أقل صحية، حيث اضطروا إلى استبدال الفواكه والخضراوات ببدائل أرخص وأقل تغذية”.
وقال جوزيف جيتلر، مؤسس ورئيس مجلس إدارة /ليكيت إسرائيل/، أكبر بنك طعام ومنظمة إنقاذ في البلاد : “هذا ما يسمى انعدام الأمن الغذائي. انعدام الأمن الغذائي يعني أنه يتعين عليك اتخاذ خيارات. وفي بعض الأحيان يكون الخيار هو، “لا أستطيع شراء الطعام المناسب، أحتاج إلى شراء ما يكفي من الطعام”.
انخفاض الناتج الزراعي
وقال تشين هيرتزوغ، كبير خبراء الاقتصاد في شركة (BDO) في (تل أبيب) : إن “حوالي 30 بالمئة من الأراضي الزراعية في إسرائيل تقع في مناطق الصراع – وتحديداً بالقرب من غزة والحدود الشمالية. وقد تأثرت القدرة على الحصاد بشكل كبير”.
وأضاف أن العمال الفلسطينيين والأجانب، الذين يشكلون جزءا كبيرا من القوى العاملة، لم يتمكنوا من العمل منذ بدء الحرب. “لقد غادر بعض العمال الأجانب بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة”.
وأضاف أن محدودية الوصول إلى الأراضي الزراعية ونقص العمالة، أدى إلى انخفاض الناتج الزراعي في إسرائيل، وزيادات كبيرة في الأسعار، وخاصة في الفواكه والخضروات مثل الطماطم”. ونتيجة لذلك، فإن أولئك الذين يواجهون صعوبات مالية يستهلكون كميات أقل من المنتجات الطازجة ويتحولون إلى أطعمة أقل تغذية، وفقًا لكبير خبراء الاقتصاد في (BDO).
وأوضح جيتلر أن الحقول شهدت انخفاضا مفاجئا في الإنتاجية، وأن أقصى الشمال في دولة الاحتلال هو في الأساس منطقة محظورة، وكان الأمر كذلك لمدة عام تقريبا، مما يعني أن هؤلاء المزارعين في وضع كارثي. ليس من الآمن لهم العمل في الحقول”.
وأضاف أن هناك أمر حدث في السابع من أكتوبر، ولم يتنبه له أحد، وهو الأضرار المادية، ففي ذلك اليوم، تكبد المزارعون في الجنوب خسائر تزيد على 500 مليون دولار من الدخل، ودمرت أكثر من مائة ألف فدان من الأراضي الزراعية، والجرارات، والمحاريث، والحصادات، والبنية الأساسية العامة، وأنظمة الري.
وأشار هيرتزوغ إلى أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية من المتوقع أن يفرض ضغوطاً على النظام الصحي في إسرائيل، حيث يلجأ الإسرائيليون إلى الأطعمة المصنعة الأقل تغذية.
وقد وجدت (بي دي او) وجود صلة بين سوء التغذية وزيادة تكاليف الرعاية الصحية. ففي عام 2022، وبسبب انعدام الأمن الغذائي، تكبد الاقتصاد الإسرائيلي نفقات بلغت 5.2 مليار شيكل (1.4 مليار دولار)، أي حوالي 5بالمئة من إجمالي الإنفاق الوطني على الرعاية الصحية.
وأشارت إلى أنه في هذا العام، وبسبب الحرب، “لن يتمكن المزيد من المستوطنين من استهلاك سلة غذائية صحية، مما يزيد من تكاليف الرعاية الصحية في دولة الاحتلال”.
وأوضح هيرتزوغ أن “الحرب أثرت على واردات إسرائيل الغذائية، رغم أن أغلبها يصل عبر موانئ البحر الأبيض المتوسط البعيدة عن التهديد الحوثي في البحر الأحمر”.
وأضاف: “بعض إنتاج إسرائيل من اللحوم يتم في مرتفعات الجولان، التي تأثرت أيضًا بالصراع في الشمال”. وارتفعت تكاليف التأمين والشحن بسبب زيادة المخاطر.
وحذر من أن استمرار الصراع الدائر، يعني تفاقم أزمة الغذاء في إسرائيل، مع ارتفاع التكاليف، وتعطل الإنتاجية الزراعية، وتزايد المخاوف الصحية.
وكان تقرير لما يسمى سلطة الطبيعة والحدائق في الجيش الإسرائيلي، نشر في تموز/يونيو الماضي، أشار إلى أنّه “منذ بداية العام 2024 احترق نحو 241,438 ألف دونم من المحميات الطبيعية، والحدائق والغابات، وأراضٍ مفتوحة”، وذلك نتيجة ضربات واستهدافات المقاومتين الفلسطينية واللبنانية.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ عام كامل، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد أكثر من 42 ألف شهيد، وإصابة أكثر من 97 ألفا و720 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.