في خطوة تاريخية تهدف إلى وضع قضية تهامة في صدارة الأجندة اليمنية الدولية، وصل مساء أمس وفد سياسي من الحراك التهامي السلمي إلى العاصمة الأردنية عمّان، وذلك برئاسة الشيخ عبد الرحمن حجري، قائد الحراك التهامي السلمي والمقاومة التهامية ، استجابةً لدعوة خاصة من مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن. تأتي هذه الدعوة في توقيت حساس مع استمرار النزاع في اليمن، لتكون هذه النقاشات فرصةً فريدة لطرح رؤى تهامية شاملة حول مستقبل البلاد وتحقيق تطلعات أبناء تهامة الذين عانوا طويلاً من التهميش والإقصاء. يضم الوفد نخبة من الكفاءات التهامية المتخصصة في الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، وذلك بهدف تقديم رؤية متكاملة لا تقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل تشمل مختلف القضايا الوطنية الملحة. وتعتبر هذه الخطوة تجسيداً للالتزام العميق من الحراك التهامي السلمي في العمل على تحقيق تطلعات اليمنيين كافة، وعلى رأسهم أبناء تهامة، الذين يتطلعون إلى دور أكبر وأكثر عدلاً في مستقبل اليمن. يضع الحراك التهامي رؤيته السياسية على أساس الثوابت الوطنية، حيث يؤكد على ضرورة استعادة الدولة اليمنية بكافة مؤسساتها السيادية، ووضع حدٍ لانقلاب مليشيا الحوثي التي أججت الصراع وأثرت سلباً على استقرار اليمن. وتدعو الرؤية إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة وفقاً لمبادئ الشراكة الوطنية، مما يضمن مشاركة جميع المكونات اليمنية، ومن ضمنها تهامة، في إدارة البلاد وتحقيق الاستقرار. ويرى الحراك التهامي أن تهامة ليست مجرد منطقة جغرافية، بل هي مكون تاريخي أساسي في هوية اليمن، ويجب أن تستعيد مكانتها وحقوقها السياسية كاملة. تركز النقاشات، التي تمتد على مدار يومين، على وضع خارطة طريق لسلام مستدام في اليمن تتضمن ثلاث مراحل رئيسية. وتستهدف هذه المراحل معالجة الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية للوضع اليمني، بحيث يتمكن اليمنيون من بناء مستقبل مستقر ومزدهر بعيداً عن الصراع. وتتيح هذه النقاشات للحراك التهامي فرصة لطرح رؤيته حول هذه المراحل، وضمان أن تكون تهامة جزءاً فاعلاً في عملية السلام وإعادة الإعمار. تشمل النقاشات سلسلة من الجلسات التي تتناول الملفات الحيوية. تبدأ الجلسة الافتتاحية بإحاطة عامة من مكتب المبعوث الأممي حول التحديات التي تواجه العملية السياسية، يليها استعراض لرؤية الحراك التهامي حول استعادة الدولة ومؤسساتها. وبعد ذلك، تُعقد جلسة خاصة بالملف الاقتصادي، حيث يقدم وفد الحراك رؤيته لإعادة بناء الاقتصاد الوطني، ومعالجة التحديات التي تعصف بمعيشة اليمنيين. وتختتم الجلسات بمناقشات حول الترتيبات الأمنية وملف وقف إطلاق النار، لضمان استقرار شامل ومستدام. من خلال مشاركته في هذه النقاشات، يسعى الحراك التهامي السلمي لإيصال صوت أبناء تهامة إلى المحافل الدولية، وضمان أن تكون قضيتهم جزءاً أساسياً من أي حل سياسي قادم. ويؤكد وفد الحراك أن مشاركة تهامة ليست مطلباً خاصاً، بل هي حق وطني يهدف إلى تعزيز الوحدة اليمنية، وإرساء قواعد العدالة والمساواة بين جميع اليمنيين. وتأتي هذه المشاركة في سياق حرص الحراك على بناء علاقات إيجابية مع المجتمع الدولي والمساهمة بفعالية في الجهود الأممية الهادفة إلى تحقيق السلام. تُعتبر هذه النقاشات خطوةً هامةً في مسيرة الحراك التهامي السلمي ، حيث تحمل في طياتها آمالاً كبيرة بتغيير مسار القضية اليمنية بما يحقق تطلعات اليمنيين. فالحراك التهامي يأمل أن تسهم هذه المحادثات في تحقيق تفاهمات حقيقية تدعم استقرار اليمن وتضع حداً للأزمات المتلاحقة. كما يتطلع أبناء تهامة إلى أن تثمر هذه الجهود في تحقيق العدالة واستعادة الحقوق، مما يعزز من تلاحم النسيج الاجتماعي اليمني. تمثل هذه النقاشات فرصة تاريخية للحراك التهامي لإثبات دوره في بناء مستقبل اليمن، وإعادة الاعتبار تهامة التي تمثل جزءاً مهماً من هوية اليمن وتاريخه. ومع استمرار النقاشات، يبقى الأمل كبيراً أن تؤدي هذه الجهود إلى تحقيق سلام شامل ومستدام يعيد لليمن استقراره ووحدته، ويضمن لجميع أبنائه، وعلى رأسهم أبناء تهامة، حقوقهم ومكانتهم في دولة قوية وعادلة.
أقرأ التالي
2 ديسمبر، 2024
يوسف عبداللطيف يكتب: لماذا نصر على إنقاذ الأفاعي رغم لدغاتها
1 ديسمبر، 2024
مدحت خفاجى يكتب : من المسؤول عن وقوع مصر فى مصيدة القروض؟
1 ديسمبر، 2024
صفوت عمران يكتب: ماذا لو عادت العلاقات «المصرية – الايرانية» .. هل يزور السيسي طهران ونجد بزشكيان في القاهرة؟!
1 ديسمبر، 2024
صفوت عمران يكتب: ماذا لو عادت العلاقات المصرية الإيرانية .. السيسي في طهران قريبًا؟
30 نوفمبر، 2024
د.خيري عمر يكتب: قائمة الإرهاب المصرية وركود مواقف الإخوان المسلمين
30 نوفمبر، 2024
عبد الجبار سلمان يكتب: التجنيد القسري.. من استغلال الداخل اليمني إلى خدمة المصالح الخارجية
29 نوفمبر، 2024
طه الشريف يكتب: في ظل محاولات إنهاء وحدة الساحات بين لبنان وغزة.. من للمقاومة حيال المؤامرة الكونية ضدها؟!
28 نوفمبر، 2024
ياسين أقطاي يكتب: التميّز الإندونيسي وبيان جاكرتا الصادر عن منتدى العدالة والديمقراطية
28 نوفمبر، 2024
ياسين اقطاي يكتب : القضية الفلسطينية.. بند لا يقبل التعديل في إندونيسيا
28 نوفمبر، 2024
وليد عبدالحي يكتب: لبنان وتقدير الموقف .. أحلاهما مُرُ
27 نوفمبر، 2024
حسن نافعة يكتب : حان الوقت لتجريم المشروع الصهيوني وليس قادة الكيان وحدهم
27 نوفمبر، 2024
مدحت خفاجى يكتب : كيفية خروج مصر من مصيدة القروض؟
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق