العفو الدولية تحذر من مأساة إنسانية متفاقمة في بيت لاهيا بفعل الإبادة والحصار

أكدت منظمة العفو الدولية تفاقم الأزمة الإنسانية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة حيث تعيش العائلات في ظروف استثنائية قاهرة نابعة من الحرب المستمرة والحصار الشامل الذي يعزلها عن العالم ويجعل من أبسط متطلبات الحياة معارك يومية تفرض نفسها على الجميع.
أوضحت التقارير أن المعاناة تتجلى في صعوبة تأمين الماء النظيف والمواد الغذائية الأساسية كما أن توفير الخضار والفاكهة الطازجة بات حلمًا بعيد المنال وسط انعدام مقومات الحياة الطبيعية.
نوهت المصادر بأن الأطفال الذين يمثلون نصف سكان المنطقة فقدوا طفولتهم في ظل غياب المدارس والملاعب، وانتشار القصف والدمار الذي يحاصرهم بلا رحمة.
أشارت إلى أن النزوح القسري وصل إلى تسع مرات في مناطق مختلفة من بيت لاهيا، مما يعكس حجم الخسائر والمخاطر التي تواجهها الأسر الفلسطينية.
لفتت منظمة العفو الدولية إلى أن الواقع المفروض يترك الأهالي بلا خيارات سوى المجازفة بحياتهم طلبًا للأمان، غير أن الخطر قائم بلا توقف ما يؤكد ضرورة تدخل عاجل لوقف النزيف وإنقاذ المدنيين.
أكد التقرير أن مدينة بيت لاهيا التي كانت تشتهر بزراعة الفراولة والورود تحولت اليوم إلى رمز للرعب والدمار مع انتشار الركام والدخان ورائحة الموت في كل أرجائها.
أوضح أن استمرار الحصار الإسرائيلي والإبادة الجماعية الممنهجة يشكلان انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية ويهددان حياة ما يزيد عن مليون ونصف مليون نسمة يعيشون في غزة.
صرح بأن الغاية من توثيق هذه الأوضاع الصعبة هي إثارة ضمير العالم لتقديم الدعم اللازم وحماية المدنيين الفلسطينيين ووقف القتل الذي يطال الأبرياء منهم.
أشار التقرير إلى أن استمرار التصعيد العسكري بدون توقف سيزيد من حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها القطاع ويجعل مستقبل الأجيال القادمة مهددًا بشكل خطير.
أكدت منظمة العفو الدولية ضرورة فتح المعابر وتخفيف الحصار بشكل عاجل لضمان وصول المساعدات الإنسانية وتوفير الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والرعاية الصحية.
نوهت بأن هناك حاجة ملحة لتوفير بيئة آمنة للأطفال تتيح لهم استعادة طفولتهم من جديد بعيدًا عن أصوات القصف والدمار.
أضافت أن ذلك يتطلب موقفًا دوليًا موحدًا يضغط على الجهات المتسببة في هذه الأزمة من أجل احترام حقوق الإنسان والامتثال للقانون الدولي الإنساني.
أعلن التقرير أن ما يحدث في بيت لاهيا ليس مجرد مأساة محلية بل جريمة تستدعي التحرك الفوري لإنقاذ حياة آلاف المدنيين وحماية حقهم في العيش بكرامة وسلام.