ملفات وتقارير

«كتالوج».. مرآة المجتمع ودراما الواقع بلا تجميل

كتبت : انتصار أحمد

في زمن تتصارع فيه الأعمال الدرامية على لفت الأنظار، يأتي مسلسل “كتالوج” ليضع المشاهد وجهًا لوجه أمام الواقع، دون تزييف أو تجميل.

يُقدم المسلسل دراما اجتماعية مركزة في ثماني حلقات، يناقش من خلالها قضايا تمس تفاصيل الحياة اليومية، مثل فقدان الأم، وتشتت الأسرة، وصراعات الجيل الجديد في ظل غياب الاحتواء.

بشخصيات حقيقية من “لحم ودم”، وأداء تمثيلي لافت، نجح العمل في أن يطرق أبوابًا إنسانية بعيدة عن الابتذال أو الاستعراض.
لكن ما سر نجاح “كتالوج”؟ وكيف يراه النقاد وسط زحام درامي هائل؟

في هذا التحقيق، نحاور الناقد الفني أحمد سعد الدين، الذي قدم تحليلاً عميقًا لبنية العمل الفنية، ورسائله، ومدى تأثيره على الجمهور.

أحمد سعد الدين: «لو شخصية واحدة وقعت في كتالوج.. كان العمل كله هيقع»

كتالوج يتفوق بواقعيته.. والدراما الاجتماعية بطله الحقيقي

المباشرة في الحوار كانت ضرورة درامية.. لا ضعفًا

المسلسل قدم رسالة واضحة في كيفية تعامل الآباء مع الأبناء بعد فقدان الأم

كيف ترى بناء الشخصيات في مسلسل “كتالوج”؟ هل نجح في خلق شخصيات حقيقية أم سقط في النمطية؟

مسلسل كتالوج مكتوب بشكل جيد جدًا، لأن رسم الشخصيات وبنائها وترابطها قائم بشكل أكثر من رائع.
كل شخصية لها جذور في الأرض، فبالتالي لما ظهرت على الشاشة حسينا إنها شخصيات حقيقية من لحم ودم. ولهذا كان بناء هذه الشخصيات أساسي في هذا العمل، لأن لو شخصية واحدة وقعت، كان ممكن توقع العمل كله.

هل ترى أن اسم “كتالوج” كان موفقًا؟ وهل يعكس المحتوى فعلاً؟

هو كتالوج للمجتمع اللي إحنا عايشين فيه، لأنه فيه كل الأنماط والنماذج والحياة وأشياء كثيرة جدًا.
فأعتقد إن كلمة “كتالوج” كانت ملفتة للنظر، ولكنها جاءت من السيناريو فعلًا.

ما تقييمك للسيناريو من حيث الترابط والحوار والتصعيد الدرامي؟

الحقيقة، المسلسل في الثماني حلقات التي شاهدناها كان مترابط جدًا في العلاقات بين الشخصيات، والحوار كان جيد جدًا وبشكل أقرب للحقيقة.

هل ترى أن الإخراج أضاف إلى العمل أم كانت هناك نقاط ضعف في الرؤية البصرية؟

أعتقد إن الرؤية البصرية كانت ماشية بشكل جيد جدًا، بحيث إنها ترجمت الكلام ده إلى صورة واقعية أقرب للحقيقة.
مفيش حاجة اسمها “حقيقة” لأن مفيش حياة مطلقة، حتى اللي إحنا عايشين فيها عملية صعبة، لكن هي أقرب للحقيقة.

بعض المشاهد وصفها الجمهور بأنها مباشرة أكثر من اللازم.. هل تتفق مع هذا؟

إنها مباشرة؟ هذا هو الطبيعي. مش كل حاجة هتبقى افتراضية، في بعض الأمور لازم تظهر.
ولكن مش كل العمل مباشر، الفارق كان كبير جدًا.
ممكن أدخل جمل حوارية مباشرة، لكن كل العمل مش مباشر.
هو ذهب للمباشر لأنها ضرورة درامية، كان يجب أن يتكلم فيها.

كيف ترى أداء الممثلين؟ ومن برأيك قدم أداء لافتًا؟

الحقيقة أنا رأيت ممثلين كان المخرج مسيطر عليهم بشكل كبير، بداية من الطفل الصغير.
هذا الولد أقدر أقول إنه “حجر زاوية” في العمل ككل، وقدم موهبة غير طبيعية وجميلة جدًا على عمره.
يمكن هو كان عامل شغل في مسلسل “لام شمسية” وكان قوي، لكن هنا ظهرت براعته.
عندنا محمد فراج عمل دور مهم جدًا، لكن أنا أرى إن خالد كمال شقيق فراج، مدرب الكرة الذي أُصيب بالسرطان، عمل شخصية صعبة جدًا جدًا على أي ممثل، لأنها مليانة انفعالات وصعود وهبوط، وإخفاء للتعب وحماس، وفيها حاجات كثيرة.
أعتقد إنه واحد من أهم الممثلين داخل العمل.

في ظل زحمة الإنتاج الدرامي.. ما الذي ميز “كتالوج” عن غيره؟

اللي ميز “كتالوج” إنه دخل في حياتنا الشخصية.
أقدر أقول إنه دراما اجتماعية بتمس كل واحد.
البيت اللي فيه أب وأم وأولاده، لما الأم تتوفى، الأب هيعمل إيه؟
كيفية التعامل؟
هنا إحنا كنا بنشوف على الشاشة اللي بنشوفه في الحقيقة، اللي جارنا أو صاحبنا بيتعرض له.
لأننا كلنا معرضين نعرف حد أمه توفت وهو صغير.
الدراما الاجتماعية هي اللي ميزت المسلسل.

هل تعتقد أن المسلسل قدم رسالة واضحة؟

نعم، قدم رسالة واضحة جدًا في كيفية التعامل مع هذه المشاكل.
بمعنى، لو في بيت توفت فيه الأم، كيف يتعامل الأب مع الأبناء؟
لازم ينزل لتفكيرهم، مش إنه يبقى دايمًا خارج البيت وفي شغله وعاوز يجيب فلوس.
لكن التعامل هو الأصعب. وهنا كانت الرسالة واضحة.

ما تقييمك لتفاعل الجمهور على السوشيال ميديا؟

أنا شايف إن الجمهور تفاعل بشكل كبير جدًا، حتى إن إحدى صديقاتي شاهدت الحلقات كلها في يوم واحد.

هل ترى أن المسلسل يحتاج إلى موسم إضافي؟ أم كانت هذه نهاية مناسبة؟

حتى الآن، هو مسلسل متكامل.
يحتمل؟ آه، يحتمل.
ليه؟ لأن الدراما الاجتماعية والأحداث اللي بيناقشها ممكن تخرج منها عناصر درامية جديدة.
لكن هو إلى الآن كعمل جيد جدًا ومتكامل، وينفع يكون له جزء جديد.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى