أصدرت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان بيانًا صحفيًا في اليوم العالمي لمنع الانتحار، كشفت فيه عن رصد 216 حالة انتحار في مصر خلال عام 2024، مطالبة الحكومة بالكشف عن الأعداد الحقيقية، ووضع استراتيجية وطنية واضحة لمواجهة الظاهرة.

أزمة متفاقمة وأرقام صادمة

أشارت المؤسسة إلى أن بياناتها اعتمدت على ما نُشر في عدد من المواقع الصحفية المصرية، مؤكدة أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بما لا يقل عن 10 أضعاف، وأن الحكومة تمتلك الإحصاءات الدقيقة عبر محاضر الشرطة ووزارة الصحة لكنها لا تعلنها.

ووفق الأرقام المعلنة:

• تصدرت الجيزة القائمة بـ 78 حالة (36.1%).
• تلتها القاهرة بـ 39 حالة (18%).
• ثم سوهاج بـ 32 حالة (14.8%)، وهو رقم لافت يعكس تصاعد الظاهرة في المحافظة.

وبحسب البيان، فإن القاهرة الكبرى (القاهرة، الجيزة، القليوبية) سجلت 121 حالة انتحار (56%)، تليها محافظات الوجه القبلي بـ 68 حالة (31.4%)، ثم الوجه البحري بـ 21 حالة (9.7%)، فيما سُجلت 4 حالات فقط في المحافظات الحدودية.

الوسائل والفئات العمرية

أوضح التقرير أن الشنق كان الوسيلة الأكثر شيوعًا بـ 101 حالة (46.7%)، يليه القفز من مكان مرتفع (43 حالة – 19.9%)، ثم تناول الحبة السامة أو المواد الكيماوية (45 حالة – 20.8%).

أما من حيث الفئات العمرية:

• تصدرت الشريحة بين 21–30 عامًا بـ 64 حالة (29.6%).
• تلتها فئة أقل من 18 عامًا بـ 40 حالة (18.5%).
• ثم فئة 31–40 عامًا بـ 25 حالة (11.5%).

أسباب الانتحار

ذكر البيان أن أبرز أسباب الانتحار تمثلت في:

• أزمات وأمراض نفسية (الاكتئاب خصوصًا).
• خلافات أسرية وزوجية وضائقة مالية.
• مشكلات تعليمية مثل الخوف من الامتحانات ورسوب الثانوية العامة.
• دوافع عاطفية كفشل الخطوبة أو عدم القدرة على الزواج.
• الإدمان على المخدرات.
• الحزن لفقدان أحد أفراد الأسرة.

غياب دور حكومي فعال

أكد شريف هلالي، المدير التنفيذي للمؤسسة، أن هناك غيابًا كاملًا لموقف حكومي جاد تجاه الظاهرة، مشددًا على ضرورة إعلان البيانات الحقيقية والتعامل مع المحافظات الأكثر تضررًا مثل الجيزة وسوهاج.

ودعا البيان إلى إعداد استراتيجية وطنية بمشاركة وزارة الصحة، نقابة الأطباء، المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، المجالس القومية (حقوق الإنسان، المرأة، الطفل) ومنظمات المجتمع المدني، لمواجهة الظاهرة عبر حلول وقائية وعلاجية.

كما شدد على أهمية تقييم فعالية الخط الساخن للصحة النفسية، وقياس قدرته على التدخل لمنع محاولات الانتحار وتقديم الدعم النفسي للراغبين في الحصول على المساعدة.

الانتحار في السياق الدولي

أشارت المؤسسة إلى بيانات منظمة الصحة العالمية، التي تؤكد أن الانتحار يعد مشكلة رئيسية من مشاكل الصحة العامة ذات عواقب اجتماعية واقتصادية بعيدة المدى، حيث يسجل العالم أكثر من 700 ألف حالة انتحار سنويًا.

وذكرت أن مصر كانت في صدارة الدول العربية في معدلات الانتحار وفق إحصاءات المنظمة عام 2016، بنحو 3800 حالة، فيما سجلت البلاد 3022 حالة عام 2019، و2584 حالة عام 2021.