خبراء: قمة الدوحة عكست وحدة شكلية وانقسامات عميقة في الموقف العربي

في أعقاب قمة الدوحة الطارئة التي انعقدت ردًّا على عدوان الاحتلال الإسرائيلي ومحاولة اغتيال قادة حركة حماس، تباينت قراءات الخبراء والمحللين حول مخرجات القمة. وبينما رأى البعض أن البيان الختامي عبّر عن موقف عربي وإسلامي موحد في الإدانة، حذّر آخرون من أن غياب الآليات العملية قد يُحوّل الموقف إلى بيان موسمي جديد بلا أثر حقيقي.
إدانة بلا أدوات تنفيذ
قال المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز “ريكونسنس” للبحوث والدراسات، عبدالعزيز العنجري، إن قمة الدوحة “عبّرت عن موقف عربي وإسلامي موحد في الإدانة، وأكدت أنه لن يكون هناك تهاون مع الاعتداء على السيادة”، واعتبر أن هذا الموقف يُسجَّل ويُقدَّر.
لكن العنجري أوضح أن البيان الختامي لم يتضمن إجراءات ملموسة، متسائلًا: “هل تكفي الإدانة وحدها؟”، مضيفًا: “سبعة عقود من القمم أثبتت عجزها عن كبح جماح إسرائيل، التي لم تتأثر حتى بقرارات مجلس الأمن، فكيف ببيان جديد؟”.
وأكد أن ما يمكن أن يربك الاحتلال هو ضغط عملي وإعلامي وقانوني متواصل، وبناء أوراق قوة واقعية تستوعب المناصرين عالميًا، بدلًا من الاكتفاء بصفقات تسليح لا تُترجم إلى قدرة ردع. وختم قائلًا: “الطريق المؤدي إلى أثر حقيقي يبدأ بخطوات عملية لا بتكرار التنديد. ومع ذلك يبقى استهداف الدوحة عدوانًا سافرًا لا يسقط بالتقادم”.
انقسامات عربية مقلقة
من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق أن القمة “كشفت عن انقسام واضح بين الدول العربية، رغم مظهر بيانات الوحدة”. وأوضح أن طبيعة الخطابات والمطالبات عكست خلافات حول مبادرة السلام العربية والخطوات المقبلة، سواء بإعطاء فرصة جديدة لإسرائيل أو التوجه نحو مجلس الأمن.
وأشار القيق إلى أن هذا الانقسام يمثل مؤشرًا خطيرًا، إذ يتيح لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مدعومًا من الولايات المتحدة، الاستفراد بالقرارات واستغلال الموقف لصالحه. وأضاف: “الشعوب العربية كانت تأمل وحدة ميدانية فعلية، لكن ما جرى لم يتجاوز الطابع الشكلي”، مرجحًا أن تكشف الأيام المقبلة عمق الخلافات مع استمرار اعتداءات الاحتلال.
دلالات زيارة روبيو
ولفت القيق إلى أن زيارة السيناتور الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل بالتزامن مع القمة تحمل دلالات سلبية، وتعكس حجم الانحياز الأمريكي لسياسات الاحتلال في المنطقة.
بيان ختامي بالإدانة
وكانت القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عُقدت في الدوحة قد أقرت بيانًا ختاميًا أدان العدوان الإسرائيلي على دولة قطر، واصفًا الهجوم بأنه “عمل جبان وغير شرعي”، مع التأكيد على رفض المساس بسيادة الدول.