حزب غد الثورةمقالات وآراء

د. أيمن نور يكتب: فلسطين… وعد التاريخ وامتحان الضمير

يرحّب حزب غد الثورة الليبرالي المصري بانعقاد مؤتمر حلّ الدولتين في نيويورك، باعتباره محطة تاريخية فارقة وفرصة لا يجوز أن تُهدَر لإنهاء أطول احتلال في عصرنا الحديث، ووقف نزيف الدم الفلسطيني والعربي المستمر منذ أكثر من سبعة عقود. إن هذه اللحظة ليست عابرة، بل هي مفترق طرق بين عدل مؤجَّل وسلام منشود.

يؤكد الحزب أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، ليس منحة ولا حلماً؛ بل هو حق أصيل كرّسته الشرعية الدولية منذ القرار 181 لعام 1947 بشأن التقسيم، والقرار 242 لعام 1967 الذي نصّ على انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، والقرار 338 لعام 1973 الذي دعا إلى المفاوضات على أساس هذه المرجعيات، وصولًا إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67/19 لعام 2012 الذي اعترف بدولة فلسطين بصفة مراقب. كل هذه القرارات لم تكن أوراقًا على الرفوف، بل هي صكوك شرعية دولية لا بد أن تُنفَّذ على الأرض.

يثمّن الحزب التوجهات الدولية المتنامية نحو الاعتراف بالحق الفلسطيني، ويرى فيها بداية صحيحة، لكنها تظل ناقصة إن لم تُترجم إلى إجراءات عملية ملزمة بإنهاء الاحتلال، ووقف الاستيطان، وضمان حق العودة، وهو الحق المكفول بنص القرار 194 لعام 1948، الذي أقرّ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وتعويضهم. فلا أمن ولا استقرار في المنطقة دون عدالة، ولا عدالة دون عودة الحقوق إلى أصحابها.

يعرب الحزب عن أسفه العميق لمواقف بعض الأنظمة العربية التي اكتفت بالحياد البارد، أو اندفعت إلى تطبيع مجاني لا يُسمن ولا يغني من جوع، في وقتٍ كان الواجب القومي والإنساني يقتضي أن تكون في طليعة المدافعين عن فلسطين، وأن تستند في تحركاتها إلى ميثاق جامعة الدول العربية، الذي ينص في مادته الثانية على الدفاع المشترك وصون سيادة الأعضاء، وهو ما لم يُفعَّل يومًا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

يذكّر الحزب بأن الشعب الفلسطيني لم يخض هذه المعركة منفردًا؛ بل حملت الشعوب العربية معها على امتداد التاريخ المعاصر عبء الدم والشهادة والتضحيات. وما زال ضمير الأمة الحيّ يؤمن أن فلسطين ليست قضية حدود أو جغرافيا، بل هي قضية حرية وكرامة إنسانية تتجاوز فلسطين إلى كل الضمائر الحية في العالم.

من هنا، فإن حزب غد الثورة يدعو المجتمع الدولي إلى أن يكون مؤتمر نيويورك بداية فعلية لتطبيق نصوص قرارات الأمم المتحدة، لا مجرد منصة لإعادة تدوير الخطابات. إن أي تهاون جديد لن يعني سوى إطالة أمد الاحتلال وإضافة المزيد من الضحايا، بينما بات واضحًا أن السلام العادل والشامل هو السبيل الوحيد لإرساء الأمن والتعاون في هذه المنطقة المنكوبة بالصراعات.

د. أيمن نور

رئيس حزب غد الثورة الليبرالي المصري

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى