أخبار العالمفلسطين

ضغوط دولية غير مسبوقة تهدد إسرائيل: أوروبا تلوّح بوقف اتفاق التجارة والاعتراف بفلسطين يتوسع ليشمل قوى كبرى

تواجه إسرائيل لحظة دبلوماسية واقتصادية حرجة مع تزايد الضغوط الأوروبية والدولية، إذ يبحث الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى منذ توقيع اتفاق الشراكة عن تعليق أو إلغاء اتفاقية التجارة الحرة، في وقت يتسع فيه الاعتراف الدولي بفلسطين ليشمل دولًا كبرى مثل بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا.

تهديد مباشر لاتفاق التجارة

صحيفة ذا ماركر الإسرائيلية أكدت أن دوائر الخارجية والاقتصاد والمالية في تل أبيب تعيش حالة قلق متصاعد بانتظار تصويت الاتحاد الأوروبي على مصير الاتفاق التجاري، الذي يتيح مرور السلع بين الجانبين دون رسوم جمركية.

إلغاء الاتفاق يعني فرض رسوم تتراوح بين 3% و6% على الصادرات الإسرائيلية، وهو ما وصفته الصحيفة بـ”جرح عميق” للاقتصاد المحلي.

وأشارت الصحيفة إلى أن إيطاليا تمثل العنصر الحاسم، حيث ألمحت رئيسة وزرائها جورجيا ميلوني في كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى رفضها الإلغاء الكامل، لكنها اتهمت إسرائيل بانتهاك المعايير الإنسانية، معلنة دعمها لعقوبات أوروبية على مسؤولين ومستوطِنين.

موجة اعتراف دولية بفلسطين

من جانبها، كشفت صحيفة كالكاليست عن موجة دبلوماسية متسارعة عززت عزلة إسرائيل، إذ أعلنت دول مثل بريطانيا وكندا وأستراليا وفرنسا وبلجيكا والبرتغال ولوكسمبورغ اعترافها الرسمي بالدولة الفلسطينية.

وبذلك يصل عدد الدول المعترِفة إلى 156 من أصل 193 دولة بالأمم المتحدة، أي نحو 80% من المجتمع الدولي.

الصحيفة اعتبرت أن الأثر يتجاوز الرمزية، إذ يمنح الفلسطينيين أدوات قانونية لملاحقة إسرائيل أمام محاكم دولية، ويعزز فرصهم للحصول على تمويل مباشر والانضمام إلى منظمات دولية.

والأخطر أن 3 دول من مجموعة السبع (فرنسا، بريطانيا، كندا) كسرت الاصطفاف التقليدي المؤيد لتل أبيب، مما يفتح الباب أمام “تأثير العدوى” داخل مؤسسات كبرى مثل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والبنك الدولي.

مأزق التطبيع العربي وتبعية لترامب

ورأت كالكاليست أن الموقف السعودي مثّل ضربة قاسية للتقديرات الإسرائيلية، إذ ربطت الرياض أي اتفاق تطبيع بإقامة دولة فلسطينية، وهو ما يضع ولي العهد محمد بن سلمان في موقع قيادة المعسكر العربي الرافض لأي انفتاح على إسرائيل في ظل استمرار الحرب على غزة.

أما في واشنطن، فتقول الصحيفة إن إسرائيل أصبحت “مرتهنة بالكامل” للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي وعد باستخدام الفيتو لإفشال أي اعتراف بفلسطين في مجلس الأمن، لكنه يتعامل مع الملفات الخارجية بمنطق الصفقات، مما يجعل دعمه عرضة للتحوّل إلى ورقة ابتزاز سياسي واقتصادي.

تداعيات اقتصادية ومالية

يحذر محللون إسرائيليون من أن المخاطر لا تقتصر على العقوبات الرسمية، بل تمتد إلى الأسواق العالمية، حيث بدأت بنوك وشركات تأمين وصناديق استثمار كبرى في تصنيف إسرائيل كـ”اقتصاد عالي المخاطر”.

هذا التصنيف يرفع تكلفة الاقتراض ويقلل الاستثمارات الأجنبية المباشرة، فيما تكفي مناقشة العقوبات الأوروبية لإضافة “علاوة مخاطر” على السندات والمشاريع الإسرائيلية.

عزلة متنامية

تخلص تحليلات الصحيفتين إلى أن إسرائيل تتجه نحو عزلة متسارعة، مع تهديد مباشر لمكانتها التجارية في أوروبا، وتراجع شرعيتها الدبلوماسية أمام موجة الاعتراف المتسعة بفلسطين، وإغلاق الباب السعودي أمام التطبيع، لتبقى خياراتها محصورة بالاعتماد على دعم ترامب، بكل ما يحمله من تقلبات سياسية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى