5 قتلى في هجوم بمسيّرة لقوات الدعم السريع على مدينة الدبّة شمالي السودان
قُتل 5 أشخاص وأصيب آخرون صباح اليوم الثلاثاء في هجوم شنّته طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع على مدينة الدبّة بالولاية الشمالية في السودان، في تصعيد جديد للصراع المستمر منذ أكثر من عام ونصف بين الجيش والدعم السريع.
وقالت السلطات المحلية في الدبّة، في بيان عبر فيسبوك، إن “الميليشيا الإرهابية استهدفت فجر اليوم مدينة الدبّة بمسيرة استراتيجية مما أدى إلى استشهاد 5 أشخاص وإصابة آخرين بكلية الهندسة”.
وأكد رئيس اللجنة الأمنية بمحلية الدبّة محمد صابر أن الدعم السريع “يواصل استهداف الأعيان المدنية”، مشيرًا إلى أن هذه الهجمات “ستزيد إصرار القوات الحكومية على القضاء على الميليشيا”، على حد تعبيره.
وذكرت مصادر محلية للجزيرة مباشر أن الطائرة المسيّرة استهدفت مقرًّا عسكريًا ومباني سكنية شرق النيل، مما أدى إلى تدمير أجزاء من كلية الهندسة ومنازل مجاورة.
مقتل طبيب في شرق النيل
وفي تطور متصل، قالت شبكة أطباء السودان إن الطبيب صديق عثمان قُتل داخل منزله بمحلية شرق النيل شرقي الخرطوم، وأُصيب نجلاه، إثر قصف بطائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع.
وأدانت الشبكة في بيان على فيسبوك ما وصفته بـ”الاستهداف الممنهج للمدنيين”، مشيرة إلى أن “المسيرات الانتحارية” أصبحت تُستخدم في الهجمات داخل الأحياء السكنية.
من جانبها، ذكرت قوات درع السودان -التي يقودها القائد السابق في الدعم السريع أبو عاقلة كيكل المنضمّ إلى الجيش- أن طائرات مسيرة تابعة للدعم السريع قصفت منزلًا شرق النيل، مما أدى إلى مقتل مواطن وابنه.
تصعيد مستمر
وتتمتع مدينة الدبّة بأهمية استراتيجية، إذ تُعدّ مركزًا تجاريًا ولوجستيًا يربط شمال السودان بجنوبه وغربه، كما تشكل ممرًا رئيسيًا للبضائع المصدّرة من كردفان ودارفور إلى بورتسودان ومعبر أرقين الحدودي مع مصر.
ويأتي هذا الهجوم بعد أسابيع من تصاعد العمليات الجوية لقوات الدعم السريع في ولايات شمال وغرب السودان، عقب خسارتها مواقع رئيسية في وسط البلاد، بما في ذلك مناطق في العاصمة الخرطوم، خلال النصف الأول من العام الجاري.
أزمة إنسانية متفاقمة
وتسببت الحرب الدائرة منذ إبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين المدنيين داخل البلاد وخارجها.
وتقدّر الأمم المتحدة أن نحو 25 مليون سوداني يعانون من الجوع الحاد، ووصفت الوضع الإنساني في السودان بأنه “الأسوأ في العالم حاليًا”.
