إسطنبول تستضيف الجمعة اجتماعين ثلاثيين لإحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا

تحتضن مدينة إسطنبول يوم الجمعة 15 مايو اجتماعين ثلاثيين متتاليين يهدفان إلى تحريك ملف السلام بين موسكو وكييف، بمشاركة تركيا والولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا.
مع بزوغ شمس الجمعة، يلتئم أول اجتماع ثلاثي يضم تركيا والولايات المتحدة وأوكرانيا في تمام الساعة 10:45 صباحاً بتوقيت إسطنبول (07:45 ت.غ) في مكتب رئاسة الجمهورية بقصر دولمة بهتشة، يليه اجتماع ثلاثي ثانٍ يجمع تركيا وروسيا وأوكرانيا عند الساعة 12:30 ظهراً (09:30 ت.غ) في القاعة ذاتها. ويترأس الوفد الأميركي وزير الخارجية ماركو روبيو، فيما يقود وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف الوفد الأوكراني، ويتصدر فلاديمير ميدينسكي الفريق الروسي، بحضور ومتابعة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
يأتي اللقاء استجابة للمبادرة التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعودة إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة، وتأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداد أنقرة الدائم لتسهيل حوار شامل يمهد لسلام عادل ودائم. وقد رحبت كييف بالدعوة، بينما يترقب المجتمع الدولي مخرجات الاجتماعين على أمل وقف الأعمال القتالية التي اندلعت في 24 فبراير 2022.
وسبق أن لعبت إسطنبول دوراً محورياً في مارس 2022 باستضافة جولات تفاوض مباشرة، ونجحت، بالشراكة مع الأمم المتحدة، في إنجاز اتفاقية ممر الحبوب عبر البحر الأسود في يوليو من العام ذاته، ما أسهم في التخفيف من أزمة الغذاء العالمية قبل تعليقها في يوليو 2023.
تسعى الاجتماعات المرتقبة إلى: • الاتفاق على جدول زمني لجولة مفاوضات رسمية شاملة.
• مناقشة ضمانات أمنية متبادلة بين موسكو وكييف.
• بحث آليات إنعاش ممر الحبوب وتأمين الملاحة في البحر الأسود.
• خريطة طريق لوقف إطلاق النار تحت إشراف أممي وتركي.
بفضل موقعها الجغرافي الفريد وعلاقاتها المتوازنة مع جميع الأطراف، تعوّل تركيا على خبرتها الدبلوماسية الواسعة لإعادة فتح قنوات الحوار وتذليل العقبات التي حالت دون التوصل إلى تسوية نهائية خلال العامين الماضيين.
“إننا في سباق مع الزمن لإنهاء معاناة الملايين ووقف نزيف الدماء. إسطنبول ستبقى منصة موثوقة للجميع”، هكذا لخّص وزير الخارجية التركي هاكان فيدان تطلعات بلاده قبل ساعات من الاجتماعين الحاسمين.
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو صرّح بدوره: “نقدّر الدور التركي البنّاء، وملتزمون بدعم أوكرانيا في سعيها إلى سلام يحترم سيادتها ووحدة أراضيها”.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف: “الحوار في إسطنبول فرصة لإثبات جدّية المجتمع الدولي في ردع العدوان واستعادة الأمن الإقليمي”.
أما رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي فأوضح: “موسكو منفتحة على مقترحات عملية تضمن مصالح روسيا الأمنية وتضع حداً لإراقة الدماء”.
وفي رسالة متلفزة، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن “نجاح هذه الاجتماعات سيشكل منعطفاً تاريخياً نحو شرق أوروبي آمن ومستقر، وستواصل تركيا تسخير كل إمكاناتها لإنهاء الحرب عبر الوسائل السلمية”.