إذاعة فرنسا الدولية : فرنسا قلقة من استخدام جنودها السابقين في إفريقيا من قبل شركات عسكرية خاصة

تشهد فرنسا تحولًا في توجهاتها العسكرية، حيث أغلقت معظم قواعدها في غرب إفريقيا في ظل تغييرات جذرية في أولوياتها. وفي الوقت الذي تسعى فيه للحفاظ على تواجدها بطريقة أقل وضوحًا، تسبب ظهور شركات عسكرية خاصة توظف جنودًا فرنسيين سابقين في قلق كبير لدى السلطات الفرنسية.
أعادت فرنسا تنظيم وجودها العسكري في الأشهر الأخيرة، مع إغلاق قواعد تاريخية في الدول الإفريقية، لتتجه نحو تقليل بصمتها العسكرية. بيد أن هذا الانسحاب أسفر عن فراغ في الساحة، تم استغلاله من قبل شركات عسكرية خاصة، تقدم خدمات متعددة للدول الباحثة عن الاستعانة بمصادر خارجية لحماية مصالحها.
تتزايد التساؤلات حول تأثير هذا الاتجاه على سمعة فرنسا ومنظومة العلاقات العسكرية التقليدية مع الدول الإفريقية. وفقًا لأحد الضباط العسكريين، “وجود شركات عسكرية خاصة تستخدم جنودًا فرنسيين سابقين قد يؤدي إلى قناعات خاطئة حول وجود عسكري فرنسي غير رسمي، مما قد يغذي الشائعات حول نوايا خفية.”
انتشرت هذه الشركات في جميع أنحاء إفريقيا، حيث توفر التدريب واللوجستيات والدعم الأمني. ويُظهر حجم استقطاب الجنود الفرنسيين السابقين من قبل هذه الشركات، مثل “بنكروفت” و”غارتنر”، الحاجة الملحة لهذه الخدمات في بيئات غير مستقرة، حيث يسعى العديد من الدول إلى تأمين حدودها وحماية مصالحها الاقتصادية.
“وجود جنود فرنسيين في هذه الشركات يعزز فعالية أعمالهم في إفريقيا ويجعل منهم خيارًا مفضلًا للكثير من دول المنطقة”، قال بير دي يونغ، عقيد سابق ورئيس شركة خاصة، الذي أضاف “إن اللغة الفرنسية تظل عاملًا حاسمًا للتواصل في هذه الدول.”