حوارات وتصريحات

صادق النابلسي لـ”أخبار الغد”: حكومة سلام تدفع لبنان نحو الانهيار… وسلاح المقاومة خط أحمر

أكد الدكتور صادق النابلسي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، في حوار حصري مع “أخبار الغد”، أن خطاب الشيخ نعيم قاسم حمل رسائل “واضحة وصلبة” على المستويين الداخلي والخارجي، خصوصاً في ما يتعلق بمسألة سلاح المقاومة.

وقال النابلسي إن الأمين العام شدد على أن “لا نقاش في مسألة نزع السلاح”، طالما أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في اعتداءاته، وطالما أن الداخل اللبناني لم يضع بعد استراتيجية دفاعية وطنية تحمي البلاد.

وأضاف: “كل النقاشات الملتوية التي تطرحها الحكومة غير مقبولة، لأنها تقفز فوق الأولويات الوطنية لحساب المصالح الأميركية والإسرائيلية”.

وأوضح أن قاسم رفض بشكل قاطع ما وصفه بـ”صفقة براك الخاسرة”، مؤكداً أن حزب الله “لن يغيّر عقيدته القتالية ولا التزاماته تجاه قادته وشهدائه”.

وأشار النابلسي إلى أن “هناك من يراهن على لحظة ذهبية لمحاصرة سلاح الحزب داخلياً عبر افتعال صدام مع الجيش اللبناني، ولذلك جاء موقف قاسم أكثر تشدداً تجاه الحكومة”، محذراً من أن “هذه المقاربة قد تفجر الوضع الداخلي وتهدد السلم الأهلي”.

وأضاف: “الحكومة الحالية تمضي في انتحار سياسي، إذ لا مشكلة لديها أن تجر اللبنانيين إلى حرب أهلية، لكن مشكلتها أن يُستشهد اللبنانيون بشرف في مواجهة إسرائيل. هذا منطق ضعف وهوان لا يمكن القبول به”.

ورأى النابلسي أن قرار الحكومة الصادر في 7 آب “كشف لبنان أمام إسرائيل، وأسقطها ميثاقياً ودستورياً”، متهماً إياها بأنها ملتزمة “دفتر شروط أميركي” هدفه منع لبنان من امتلاك أي سلاح يزعج إسرائيل.

وأكد أن الشيخ قاسم كان حريصاً على عدم قطع الطريق مع الجيش اللبناني، مذكّراً بتعزيته بشهداء الجيش الستة في وادي زبقين، لكنه أشار إلى أن “الجيش لا يمكنه القتال في ظل وضعية سياسية متهالكة تمنع لبنان من الدفاع عن نفسه”.

وكشف النابلسي أن استطلاعات رأي حديثة أظهرت أن خيار المقاومة “لا يزال عابراً للطوائف”، حيث يرفض 58% من اللبنانيين المسّ بسلاحها من دون وجود استراتيجية دفاعية، بينهم نصف السنة وثلث المسيحيين وغالبية الدروز، فيما أكد 72% أن الجيش وحده غير قادر على مواجهة أي عدوان إسرائيلي، ورأى 76% أن الدبلوماسية وحدها غير كافية لردع إسرائيل.

وختم النابلسي بالقول: “الحل الوحيد هو تراجع الحكومة عن قرارها.

لكن حكومة نواف سلام تسارع لتنصيب فخ دموي للجيش والشعب والمقاومة، وهو ما سيقود إلى انقسام المؤسسة العسكرية وتفكك النسيج الاجتماعي وفتح الباب أمام التدخلات الخارجية.

هذه ليست حكومة إنقاذ، بل حكومة إدارة انهيار، تغضّ النظر عن الخروقات الإسرائيلية بينما تزج الجيش في مواجهة شعبه. وعندما يتحول الجيش إلى طرف في نزاع داخلي، تبدأ آخر ركائز الكيان اللبناني بالتداعي”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى