مقالات ورأى

يوسف عبداللطيف يكتب: من وحى التجربة.. محنة تحمل في طياتها كثير من المنح

يوسف عبداللطيف

قد يتساءل البعض عن كيفية قدوم المحنة والمنحة معًا، ولكن في الحقيقة، هذا يمكن أن يحدث في أي وقت. ففي حياتنا، نواجه دائمًا تحديات ومشاكل مختلفة، وقد يكون من السهل أن ننظر إلى هذه التحديات على أنها محنة، لكن النظر بطريقة مختلفة يمكن أن يفتح أبوابًا جديدة لنا.

واسمحوا لي أن أشارك معكم تجربتي الشخصية لما حدث في الـ20 يومًا الماضية، حيث وصفتها بمحنة وفي الوقت نفسه منحة من الله.

على الرغم من أن الأيام الخوالي كانت صعبة بلا شك، إلا أنها تعتبر منحة من الله لي ففي خلال الـ 20 يومًا الماضية مرت عليّ كمحنة قاسية، ولكن بفضل الله، تحولت إلى منحة من الله .. هذا الفترة كانت اختبارا من الله، ولكنها أيضا كانت منحة تعرفت من خلالها على حقيقة الناس من حولي وعرفت من خلال هذه التجربة من هم أصدقائي الحقيقيين وتجلى لي دعمهم ووقوفهم إلى جانبي في الأوقات الصعبة، حتى لو كان ذلك فقط من خلال الدعاء

وأريد أن أشكر الله عز وجل على هذه الفترة التي كشفت لي طبيعة الصداقة الحقيقية وخصائص البشر والأصدقاء الحقيقيين ثم أتقدم بالشكر الجزيل لكل من وقف بجانبي ودعمني في تلك الأيام الصعبة، وأود أن أشكر بشكل خاص صديقي وأستاذي الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة، فكان دعمه محوريًا في تخطي هذه التحديات وتشجيعه ملهمًا لي، وأثرى حياتي بالأمل والثقة، كذلك صديقي الإعلامي الأستاذ نادر فتوح رئيس تحرير أخبار الغد وصديقي هلال عبدالحميد منسق عام الجبهة الديمقراطية بمحافظة أسيوط فقدم لي الدعم المعنوي والمشورة القيمة التي ساهمت في استعادة طاقتي وتفاؤلي ولا يمكنني نسيان صديقي القيادي في حزب الوفد بكفر الدوار محمود صديق فقد وقف إلى جانبي بكامل الصداقة والوفاء، وكانت كلماته وتشجيعاته دافعًا قويًا لي ولا يمكنني أن أنسى الشكر والامتنان لعائلتي فزوجتي وبناتي وأخي الحبيب “أبني” أحمد يوسف، كانوا ركنًا واحتواءً لي في هذه الفترة الصعبة فقد أعطوني القوة والدعم الذين كانا بحاجتي إليهما

وأخيرًا، أشكر جميع الأشخاص الذين رفعوا أيديهم تضرعاً لرب السموات والأرض ووجّهوا لي الدعاء في هذا الوقت الصعب وكانت كلماتكم الصادقة والدعوات الخالصة تمدني بالأمل والثقة في نفسي وقدرتي على التغلب على الصعاب وكل من صلى من أجلي

فقد يمكن أن يبدو الشخص الذي يواجه محنة أن يكون حظه سيئًا وأنه يخضع لتجارب قاسية. ومع ذلك، يمكن أيضًا أن يكون هذا الوقت فرصة للتعلم والنمو الشخصي وإن كل ما نمر به من تجارب صعبة يمكن أن يكون محنة أو اختباراً من الله، ولكنها في الوقت نفسه يمكن أن تكون منحة لتعلم القوة والثقة

لذا، أعزائي، عندما تواجهون مواقف صعبة في حياتكم، أحثكم على البحث عن النعمة المخبأة في تلك المحنة. لا تدعوا اليأس يسيطر عليكم، بل أبقوا متفائلين وثقوا بأن الحياة تحمل الكثير من الدروس القيمة والفرص المذهلة والتحديات ليست إلا فرصًا لتحقيق النمو والتطور، فلنستمتع بها ونقبلها بصدر رحب.

في الختام، الحمد لله على كل ما أمنحني إياه الله عز وجل سواء كانت محنة أم منحة فالدروس كثيرة التي تعلمتها في هذا الوقت، وهي قيمة الصداقة الحقيقية والوفاء وتعلمت قيمة الأشخاص المحيطين بي وأدركت من هم الأصدقاء الحقيقيون ودعونا نتعلم أن ننظر إلى المحن من الزوايا الإيجابية ونستفيد منها لتطوير أنفسنا والنمو الروحي والعقلي

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى