مصر

المؤرخ الفلسطينى عبد القادر ياسين: المقاومة ستنتصر وحياة عبدالناصر تحتاج إلى إعادة تقييم

خاص بموقع أخبار الغد –——

المؤرخ الفلسطينى عبد القادر ياسين أحد حراس الذاكرة الفلسطينية صاحب أكثر من ثلاثين كتابا ، منها: كفاح الشعب الفلسطينى قبل عام 1948م ، والحركة الوطنية الفلسطينية فى القرن العشرين ، فضلا عن عن أربعة كتب عن تاريخ مصر المعاصر.


يقيم المواقف بمعايير سياسية وطنية بعيدا عن الإيديولوجيا ، ويدعو إلى وحدة يراها فرض عين .


وعندما وقعت الواقعة فى سبعة وستين، أزاح الشقيرى الذى كان قد أتى به على رأس منظمة التحرير، وأتى بعرفات .

المؤرخ الفلسطينى عبد القادر ياسين أحد حراس الذاكرة الفلسطينية

يؤمن بأن المقاومة الفلسطينية ستنتصر لا محالة فى يوم يرونه بعيدا ويراه قريبا ، حيث سيرة ذاتية للمفكر، والمؤرخ، والسياسي الماركسي الفلسطيني عبد القادر ياسين، فحسب، بل شهادة على تاريخ حافل من عمر هذا الوطن، وتاريخ قضيته، وتاريخ القوى السياسية، التي تفاعل معها الكاتب، طوال أكثر من ستين عاماً، من عمره، ومن عمر القضية كل هذا في حوار حصري مع المؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين مع موقع أخبار الغد .

احكي لنا عن مسيرتك الحياتية النضالية ؟

نقطة التحول الرئيسية , في حياتي انتفاضة مارس1955 ، عشية الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية على القطاع، حيث تقدمت الصف الثاني في المدرسة الثانوية صفوف زملائه الطلاب، وهتف “لا توطين و لا إسكان يا عملاء الأمريكان”، ودخل في مواجهات كلامية مع إدارة المدرسة والأمن، و خرجت مظاهرة من المدرسة، كانت بداية الانتفاضة، التي استمرت ثلاث أيام متوالية، من أقصى القطاع إلى أقصى القطاع، وتعرض ياسين للاعتقال بسبب الذي لعبه في الانتفاضة, وفي المذكرات ذكرت أحداث تفصيلية هامة تؤرخ لتلك الانتفاضة، التي دفعت عبد الناصر لتغيير سياسته تجاه فلسطين، ومنها تبنيه للعمل الفدائي, الذي ألحق بالعدو الصهيوني حوالي 1400 قتيلاً خلال بضع أسابيع .

ثم جاء التحاق الكاتب بالحزب الشيوعي الفلسطيني في عام 1955, حيث قدم المؤلف تصوراً عن العمل السياسي بالقطاع , في تلك الفترة، و سرد تفاصيل تاريخية عن الحزب وكيفية عملة, والضربات الأمنية التي وجهت للحزب, ونقاط الضعف و القوة داخله، وثم تحدث عن الانشقاق الذي عانى منه الحزب , ثم تناول محاولات التوحيد مرة أخرى, ويعد هذا الجزء تأريخ للحركة الشيوعية في القطاع، الذي تناوله الكاتب بشيء من التفصيل في كتابه، “حزب شيوعي ظهره للحائط”.

تاريخك في التيار اليساري أحكي لنا عن مسيرتك السياسية ؟

تاريخ اليسار العربي ككل , وهى فترة الاختلاف بين عبد الناصر وعبد الكريم قاسم، حول صيغة الوحدة بين مصر وسوريا والعراق, وما تبعها من اضطهاد للشيوعيين، والزج بهم في المعتقلات, حيث أعتقل الكاتب في تلك الفترة , في معتقل الواحات, وفي هذا الجزء عرض لجزء من تجربة الاعتقال، كما عرض التيارات السياسة لليسار داخل المعتقل, ورؤيتهم المختلفة للعديد من القضايا الهامة في هذا الوقت، منها رؤيتهم لنظام حكم عبد الناصر.

احكي لنا قصتك مع تجربة الورشة التي قمت بها في سوريا ؟

تجربة “الورشة”، تلك التجربة التي بدأتها في سوريا في عام 1990، بهدف تدريب أشخاص على الكتابة الصحفية والسياسة، وكذلك التاريخية، وبالفعل نجحت التجربة في سوريا، مما دفعه لتكرارها في مصر، بعد استقراره في مصر، في منتصف التسعينات، وكان نصيبها النجاح، حيث تخرج منها عدد الكبير من الباحثين الجادين، كما نجحت في إنتاج أكثر من عشر كتب عن القضية الفلسطينية، وعن المقاومة، وعن الحرب على العراق، وحرب لبنان 2006، وغيرها.

وماذا عن قصة التهجير إلى سيناء؟

الموضوع قديم، ويعود إلى عام 1953 فيما عرف باسم مشروع سيناء والذى أدارته هيئة «غوث وتشغيل اللاجئين، لكن الحركة الوطنية فى قطاع غزة نجحت فى إسقاط هذا المشروع فى انتفاضة استمرت ثلاثة أيام: 1 و 2و 3 مارس 1955 ، وفى اليوم الثالث طلب عبد الناصر منهم عبر حاكم غزة الإدارى البكباشى سعد حمزة أن يقدموا له مطالبهم، فقالوا إنهم يريدون: إسقاط مشروع سيناء لتوطين الفلسطينيين، وتحصين قطاع غزة وتأهيله وتسليح أهله، وإشاعة الديمقراطية فى قطاع غزة.

كيف ترى صورة عبد الناصر فى التاريخ ؟

لاشك أن عبد الناصر مر بمراحل عدة ، المرحلة الأولى كانت وطنية بحتة ، ركز فيها على إخراج الإنجليز من مصر. والمرحلة الثانية : قومية مع معاداة غير مفهومة لليسار . الثالثة اقتراب من اليسار كأفراد للترويج لمشروعه الاشتراكى .

وأسلوب عبد الناصر الرئيسى فى الحياة السياسية كان الانتقاء فى الفكر، والتجريب فى الممارسة، وهناك من شيطنه، وهناك من قدسه، وكلا الفريقين مخطئ، فالحقيقة أنه لا يزال بحاجة إلى دراسة موضوعية

كيف تقيم أداء حركة التحرر الوطنى الفلسطينية منذ خمسة وستين وحتى الآن .. ماذا ينقصها برأيك ؟

فتح حين أنشئت رفعت شعار «بالكفاح المسلح وحده تحرير كل فلسطين» الآن قيادة فتح تخلت عن كثير من هذا الشعار، وأصبح خيارها المسار السلمى بالدرجة الأولى.

عبد الناصر عادى فتح عندما تأسست بسبب تحدر قادتها من الإخوان المعادين له، إضافة إلى أنه لم يكن يريد أن يتم توريطه فى حرب مع إسرائيل ، دون أن يكون مستعدا لها .

وعندما وقعت الواقعة فى سبعة وستين، أزاحه الشقيرى الذى كان قد أتى به على رأس منظمة التحرير، وأتى بعرفات .

ما هو رأيك في أحداث الأخيرة التي حدثت في الأراضي الفلسطينية ؟

قطاع غزة هو الجزء الوحيد المتبقي من الأرض المحتلة ويحمل اسم فلسطين، كما ظهرت في غزة حركة فتح للمقاومة والتي لم تظهر في الضفة، كما أنه ليس مصادفة ظهور فصائل أخرى للمقاومة بالقطاع ما يؤكد أن الحاضنة الوطنية المصرية في زمن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، أثرت إلى حد بعيد في نشأة المقاومة بالقطاع.

ما هو رأيك في فكرة توطين سيناء ؟

أُسْقِط مشروع سيناء لتوطين اللاجئين، حينها، بسبب الانتفاضة التي أعقبت قتل العدو لجنودنا في غزة، فيما قطع ناصر الأمل في التعاون مع الولايات المتحدة، وليلة العدوان التقى السفير الأمريكي الجديد في المنطقة، ليخبره بح صوتي في طلب أسلحة من أمريكا.. ولا تُرسل ، ليتلقى بعد هذا اللقاء خبر المجزرة الإسرائيلية ويف الشهر التالي حضر مؤتمر باندونج ليطلب من رئيس وزراء الصين وقتها إرسال أسلحة لمصر، ليتوسط السياسي الصيني لناصر لدى روسيا لإرسال أسلحة لمصر.

في نهاية كيف ترى تعامل مصر مع مسألة فتح معبر رفح ؟

مقارنة بالتعامل المصرى مع معبر ” طابا ” بالتأكيد هناك إشكالية حينما يقف الفلسطينى الذى يحمل تأشيرة بالساعات على معبر رفح و يمنع دخوله مع ملاحظة انه كل 3 أشهر يفتح لبعض الساعات و عليه ليس بالإمكان جميع من يرغب الخروج يسمح لهم و منهم من يحتاج لعلاج وزرع كبد و من ثم نجد حالات ربما تفارقها الحياة على الحدود عند معبر رفح .. و فى رأيى ان معبر رفح مسألة سيادة مصرية على الجانب المصرى و فلسطينية على الجانب الفلسطينى و غير ذلك يعتبر حديث خارج الاطار .

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى