أطفال بلا مأوى في مصر.. بين الإحصاءات والواقع القاسي
في ظل تزايد ظاهرة الأطفال بلا مأوى في مصر، تتصاعد الأصوات المطالبة بالتدخل الفوري للتصدي
لهذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة التي تؤثر على الأطفال والمجتمع على حد سواء.
حيث يتعرض الآف الأطفال الذين يعيشون في شوارع المدن المصرية، للفقر والعوز والتهميش بشكل يومي
إحصاءات مرعبة
أشارت تقارير برنامج أطفال بلا مأوى التابع لوزارة التضامن الاجتماعي
عن التعامل مع 17427 حالة منذ انطلاق البرنامج في يناير2017 حتى ديسمبر2021.
أعلن البرنامج عن نجاحه في دمج 5140 طفلًا في المجتمع،
بالإضافة إلى إعادة دمج 909 حالات في أسرهم من خلال مؤسسات الرعاية،
ودمج 2029 حالة في دور الرعاية بشكل عام.
وأشار التقرير إلى أن عدد الأطفال العاملين في الشوارع بلغ 9063 حالة،
في حين وصل عدد الأطفال الذين تم دمجهم في التعليم ومحو الأمية إلى 868 حالة.
وفي تصريح خاص لموقع أخبار الغد أكد الشيخ ماضي مشغل، أحد علماء الأزهر الشريف،
أن الإحصائيات التي أُجريت على أطفال الشوارع أظهرت أن ما لا يقل عن 90% منهم ضحايا لأسر تعاني من فوضى في الزواج والطلاق.
وأشار إلى أن كل أنواع الجرائم الخلقية والاجتماعية التي تنشأ في مجتمع الأطفال المشردين تعود إلى تعسف في استخدام الحق الشرعي،
أو فهم غير كامل للنصوص الشرعية، مما يؤدي إلى انقسام بين فقه النص وفقه الواقع.
وأضاف “مشغل” أن من بين أهم أسباب تفشي ظاهرة الأطفال المشردين في الشوارع،
انعدام القيم والأخلاق الدينية، والتفكك الأسري مع ارتفاع معدلات الفقر في بعض المناطق، لاسيما الشعبية والعشوائية.
كما لفت إلى وجود بعض المشكلات المجتمعية التي تتفاقم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة،
خاصة عندما لا تستطيع بعض الأسر توفير الحاجات الأساسية لأبنائها،
سواء من الغذاء والشراب والمأوى والعلاج وغيرها، مما يضطرها للسماح للأطفال بالعمل في الشارع للمساعدة في تأمين تلك الاحتياجات.
ختامًا، فإن ظاهرة الأطفال بلا مأوى في مصر تشكل تحديًا اجتماعيًا هامًا يتطلب التدخل الفوري والشامل من قبل الحكومة والمجتمع المدني،
والتركيز على تعزيز القيم والأخلاق الدينية في المجتمع، ودعم الأسر لتمكينها من توفير احتياجات أبنائها الأساسية،
كما ينبغي تقديم الدعم النفسي والتعليمي لهؤلاء الأطفال لمساعدتهم على التكيف مع الظروف الصعبة التي يواجهونها وتمكينهم من بناء مستقبل أفضل.