عربي ودولى

الانتخابات الرئاسية في موريتانيا: معركة معقدة على السلطة

حيث تشهد موريتانيا أزمة ثقة بين الأحزاب السياسية واللجنة المستقلة للانتخابات، ورغم ذلك، أعلن ثمانية مرشحين حتى الآن عزمهم المشاركة في الانتخابات.

ومنذ عام 1978 وحتى عام 2008، شهدت موريتانيا سلسلة من الانقلابات العسكرية، ولم تشهد تبادلا للسلطة بين رؤساء منتخبين إلا في عام 2019. وفي هذا التقرير قائمة بأبرز المرشحين وتحليل لخلفياتهم وحظوظهم في الفوز، بالإضافة إلى العقبات التي قد تواجه كل منهم.

تقدم محمد ولد الشيخ الغزواني بملفه للمجلس الدستوري كمرشح لمنصب الرئاسة في موريتانيا. قدم ترشيحه عن طريق رسالة مكتوبة بجميع اللغات الوطنية.

وولد الغزواني هو مرشح الأغلبية الحاكمة وقد تولى رئاسة البلاد في عام 2019. ويعتبر من القادة العسكريين البارزين وشارك في الانقلابات السابقة في البلاد.

ويحظى بدعم المؤسسة العسكرية والطبقة السياسية التقليدية. يواجه صعوبات مثل البطالة وزيادة الأسعار ومشكلة الهجرة.

وتزداد التوترات الأمنية مع مالي وتوجه انتقادات لحكومته بسبب استضافتها للاجئين واختطاف رعايا موريتانيين من قبل قوات مالية. ويتهمه معارضوه بالهدنة مع المفسدين وعدم الإرادة في البناء والتطوير.

وترشح أيضاً محمد الأمين المرتجى الوافي، الذي ينتمي إلى السلك المالي ولم يحصل على نسبة كبيرة من الأصوات في الانتخابات السابقة، كمرشح في الانتخابات الرئاسية القادمة في موريتانيا.

وقدم ملف ترشيحه للمجلس الدستوري وحصل على تأييد من أعضاء حزب النظام الحاكم. يعبر الوافي عن تصميمه على النجاح في هذه الانتخابات.

ويعتقد المراقبون أن الحكومة تقف وراء ترشيحه لزيادة عدد المرشحين في السباق الرئاسي.

وكما ترشح ولد سيدي المختار، رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، للانتخابات البلدية والتشريعية في موريتانيا عام 2023.

وولد سيدي المختار كان قبل ذلك فقيها وواعظا ومرشدا، ونشأ في أسرة علمية محافظة. وحصل على تعليمه في المحاظر وتخصص في الشريعة الإسلامية، وانتقل بعد ذلك إلى السياسة حيث انتخب نائبا برلمانيا.

وتم اختياره لرئاسة حزبه في عام 2022 وحصل على دعم كبير من المؤتمرين. يتميز بخطابه المعتدل وله قبول شعبي كبير.

وواجه تحديات من تفكك قيادات حزبه وانضم بعضهم للنظام الحاكم، بينما أسس رئيسه السابق حزبا جديدا وأعلن دعمه للرئيس الحالي.

برهم ولد اعبيد، ولد في عام 1965 وحاصل على شهادة الدراسات المعمقة في التاريخ، عمل ككاتب ضبط في المحاكم منذ عام 1988.

وبرزت شهرته السياسية في عام 2007 عندما كان ناطقا إعلاميا لحملة المرشح الرئاسي آنذاك. ويعارض الفساد واختلاس الأموال العامة ويناضل ضد العبودية والاسترقاق.

وتعرض للسجن عدة مرات وفاز بمقعد نائب في البرلمان مرتين. أعلن ترشحه للرئاسة في انتخابات يونيو المقبل، ويتميز بخطاب مؤثر يركز على مكافحة الفساد والرشوة. وواجه انتقادات بسبب حرقه للكتب الفقهية ووصفه لعلماء برموز السوء.

ولد محمدن هو محامي وسياسي صاعد من موريتانيا. ولد في عام 1979 وانضم إلى الهيئة الوطنية للمحامين في عام 2006.

وتم انتخابه نائبًا في البرلمان في عام 2018 وأصبح عضوًا ونائبًا لرئيس محكمة العدل العليا. تمت إعادة انتخابه في البرلمان في عام 2023.

ويتمتع ولد محمدن بعلاقات جيدة في الوسط الأكاديمي والحقوقي ويتميز بخطابه المعتدل في القضايا الوطنية. وعلى الرغم من انتمائه للمعارضة، يعتبره الأشخاص في الساحة السياسية الموريتانية قريبًا من النظام الحاكم.

ويواجه العيد تحديات متعددة بسبب عدم وجود خبرة في السلطة وعدد المرشحين الآخرين من المعارضة الذين قد يقللون من دعمه.

الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز هو مرشح بارز في الانتخابات المرتقبة، ولكنه يقبع في السجن منذ عامين بتهمة سوء استخدام السلطة واختلاس الأموال العامة.

وتمت محاكمته وحُكم عليه بالسجن لمدة 5 سنوات ومصادرة الممتلكات التي حصل عليها بطرق غير قانونية. أنصاره ينفون هذه الاتهامات ويعتبرونه ضحية لتوجهاته السياسية.

وعلى الرغم من حصوله على شهادة السلامة الجنائية من القضاء، قد يواجه صعوبة في الالتزام بالدستور الذي ينص على أن الرئيس يمكن انتخابه لولايتين فقط.

ومع ذلك، يرى فريقه القانوني أن النص الدستوري يمنع فقط انتخاب أكثر من ولايتين متتاليتين، ولا يوجد عائق لترشحه لولاية ثالثة منفصلة.

ظهرت شخصيات سياسية جديدة في السباق الرئاسي ولم يسبق لها الفوز في الانتخابات السابقة. بعض الأسماء المعروضة للترشح هي الأستاذ الجامعي الدكتور نور الدين ولد محمدو، والدكتور محمد ولد الشيخ، والسياسي والقانوني هارون ولد الشيخ سيديا.

وعلى الرغم من أنهم لا يزالون يحتاجون إلى توقيعات المنتخبين المحليين لتأكيد ترشحهم، إلا أن أصواتهم ستكون مؤثرة إذا لم يتم حسم النتائج في الجولة الأولى.

وقد اظهرت الانتخابات الحالية في موريتانيا والتحولات السياسية التي تحدث في البلاد. حيث أعلن رئيس المعارضة التقليدية ورئيس تكتل القوى الديمقراطية دعمه للرئيس الحالي وانضمامه إلى الموالاة.

بينما أعلن رئيس حزب اتحاد قوى التقدم والمرشح السابق للرئاسة دعمه لمرشح آخر. وتشهد هذه التحولات انسحاب بعض رموز الإسلاميين المنتمين للإخوان من المعارضة والتعاون مع الرئيس الحالي.

وطالب بعض المترشحين بضرورة نزاهة الانتخابات وتحذروا من التزوير والتلاعب بإرادة الناخبين.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى