بيت الأمة .. دفء الوجدان ووداعٌ مؤلم وفراقٌ محزن

أخذت اللحظة الأخيرة لأغادره فتثير دموعي وحزني، فهذا المكان له مكانة خاصة في قلبي. ومع ذلك، أعلم أن الحياة تأخذنا في مجرى غير متوقع أحيانًا، وأنه قد تحمل لنا مفاجآت ربما تكون أفضل بكثير مما نتوقعه

في الوقت الذي يحزنني فيه ترك بيتي “بيت الأمة”، وعندما نجد أنفسنا مضطرين لترك بيوتنا وترحال إلى مكان آخر، يمكن أن نستلهم الصبر والثقة من قول سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما خرج من مكة “اللهم إنك تعلم أنهم أخرجوني من أحب البلاد إليّ، فأسكني أحب البلاد إليك”

وهذا الدعاء الجميل يعكس الصبر والثقة بقضاء الله، وقد يكون مصدر إلهام في مثل تلك الظروف. ورغم الانتقال قاسيًا بالتأكيد، ولكن يجب علينا أن نحمل في قلوبنا أملًا بأن الله سيجعل المكان الجديد أفضل بديلاً وسيمنحنا القوة والصبر لتجاوز هذه التحديات.

وهكذا، مع الوفد يجري في شرايين القلب مجري الدم، سنحمل معنا ذكريات حزبنا القديم وثقافتنا، فالمشاعر التي تجري في دمائنا لن يفهمها إلا من عاشها وهذه الكلمات تحمل معنى عميقاً وقوة روحانية تساعدني على التأقلم مع التغيير المؤلم. ويبقى في قلبي رغبة في العودة لبيتي ولكن في الوقت نفسه أثق بأن الله سيوفقني في بيت جديد وسيجعله خير لي ولوطني الحبيب مصر

ولذا، أترك بيت الأمة بقلب ملئه تفاؤلاً وثقة بأن الله سيوفر لي مكانًا جديدًا يشبهه بالكمال، أو ربما أحسن بكثير وتحمل قلبي الثقيل خروجي من بيت الأمة، مخالفاً رغبتي الشديدة في الاستمرار في هذا المكان الذي يعود لعبق التاريخ فلعل الرحيل عن بيت الأمة قد يكون نهاية، ولكن يمكن أيضا أن يكون بداية لعهد جديد ومستقبل مشرق

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى