مقالات ورأى

أنور الرشيد: النزاهة والمصداقية مفقودة رغم كل مظاهر التدين.

في لقاء مع الفنان المرحوم سعيد صالح لخص الوضع العام عندما كان في السجن بأن محيطه عبارة عن شاشة شديدة الوضوح أوضوح من شمس رابعة تموز الساعة الثانية عشرة ظهراً، هذا قتال قتله وهذا مروج وتاجر مخدرات وهذا نصاب يسرق دماء الآخرين الكل كان واضحاً والكل كان صادقاً وكانت حياة السجن جميلة في وضوحها وصراحتها، أما عندما خرج من السجن فيقول بأنه خرج لعالم آخر عالم متناقض بكل شيئ كذب وخداع لا محل للنزاهة به ولا المصداقية الكل يكذب على الكل لا تعرف النصاب من الشريف ولا المتدين من الملحد ولا الانتهازي النظيف الكل يتحدث في النزاهة والنظافة والمصداقية والشرف وتكتشف بأن حديثه ماهو إلا حديث النصاب الذي يلعب عليك بالثلاث ورقات والحجرة والبيضة ناهيكم عن ممثلي الأنظمة الذين يدعمونهم حتى في حجر الضب ليعرفو كيف ينام وكيف يلد ومتى يخرج وماذا يأكل ولاتعرف هذا من ذلك الكل داخل في بعضه بتشكيلة سّلطة غير معرفة بقواميس الإنسانية غير إنها أمة فقدت إنسانيتها وارتدت معطف التخلف وترفض أن تنزعه منها بعد أن تسربلت به.

الحالة التي وصفها المرحوم سعيد صالح وأن اضفت عليها بعض البهارات ولم أخرج عن مضمونها تمر به كل مجتمعات منطقتنا، وللأمانة المرحوم لم يأت بجديد بقدر ما شخص حالة مجتمعاتنا، وسؤالي هنا لماذا وصل حال مجتمعاتنا إلى هذه الدرجة من الكارثية بكل شيئ رغم كل مظاهر التدين الظاهرة والباطنة!!!؟

يوم أمس قرأت هجوماً كاسحاً وقوياً بسبب تأسيس مؤسسة فكرية باسم تكوين أسسها عدد من الكتاب والمفكرين والإعلامين وحسب ما عرفت بأنها تسعى لتصحيح ما علق بتراثنا من كوارث أدت لأنتاج مجتمع كما وصفه المرحوم سعيد صالح مجتمعات مشوية فكرياً وحضارياً وتخلفت عن الركب الحضاري البشري سنين ضوئية، ولا أعرف للأمانة ولا أفهم كيف لمجتمعات بهذا السوء والتخلف والفقر والقتل والمخدرات والتي حسب الاحصائيات التي نقرؤها من أكثر المجتمعات استهلاكاً للخمور وبذات الوقت من أكثر المجتمعات تديناً ومن أكثر الحكومات في العالم تصرف مليارات من ميزانياتها على مظاهر التدين وعلى المؤسسات التي تقوم بذلك ولم تكتف بهذا فقط وإنما تنشر ذلك حتى خارج حدودها بحجة التدين.

أنا مؤمن إيمان قاطع بأن من حق الإنسان أن يؤمن ويكون مُتديناً وهذا حق من حقوقه التي لاجدال بها ولكني لا أفهم العلاقة الطردية ما بين التدين والفساد بأنواعه وأشكاله الذي يغزو مجتمعاتنا!!!؟

فهل هناك من يفتح لنا هذا الملف لنعرف الحقيقة مِن مّن يُزيفها لنا !!!؟

هذا ما آمله…

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى