مقالات ورأى

المقاومة الثقافية: غزة… بين اقتحام “رفح” ومظاهرات الجامعات الأمريكية!

تعيش جبهة غزة منذ شهر تقريبا “ستاتيكو” عسكري وعلى مستوى التفاوض حيث ان رغبة طرفي القتال هي الهدنة وانهاء القتال، لكن بشرط تحقيق اهدافهما المتناقضة ،بالتلازم مع رغبة أمريكية بإيقاف القتال ولو بهدنة مؤقتة طويلة، لإنجاز الانتخابات الرئاسية الأمريكية لتوظيف غزة ورقة اقتراع لصالح “بايدن” .

وبعيدا عن الانفعالية والعاطفة ومع التأكيد على ايجابية التظاهرات الطلابية الأمريكية، لكن لابد من طرح بعض الأسئلة بعد تأييد البيت الابيض “لحرية التعبير في الجامعات الأميركية بشرط عدم معاداة السامية اي بشرط عدمي معاداة إسرائيل!

لكن السؤال… الذي يبدو غريبا انه وبعد سبعه أشهر من المجازر والإبادة الجماعية في غزة وقرارات محكمة العدل الدولية….

لماذا تحرّكت الجامعات الأمريكية الآن…ومن حرّكها …ومن المستفيد من حراكها في نهاية الامر؟

 يمكن القول ان الحرب على غزة قد انتهت بالمعطى  العسكري او شارفت على الانتهاء ، بانتظار تقرير مصير “رفح”، حيث يتم استخدامها ،كورقة تهديد للمقاومة لإجبارها على إطلاق سراح الاسرى، حيث هدّد العدو الاسرائيلي باقتحام رفح منذ شهرين تقريبا ولا يزال، فإما ان يقتحم رفح لأطلاق الاسرى او قتلهم ..

وبالتالي سلب حماس ورقة القوة الأخيرة التي تمسك بها بعدما خسرت ورقة الجغرافيا وورقة الصواريخ ….

لكن ما يثير الاستغراب ان تظاهرات الجامعات الأميركية التي انطلقت فجأة وبزخم كبير تزامن مع اعلان الإدارة الأمريكية ارسال ألف جندي من “المارينز” لسواحل غزة لبدء الجسر الانساني برعاية أميركية وقبول اسرائيلي وهذا ما يثير الدهشة ان يكون القتلة “امريكا وإسرائيل” هما اللذان يؤمنان الطعام للضحايا !

وان طلاب اميركا يقودون طلاب العالم من اجل نصرة غزة، فيتحوّل الراعي الاميركي للحرب على غزة و” ملاكاً للإنسانية “الذي يحمل الطعام للمحاصرين في غزه ويرفع طلابه صوت وقف اطلاق النار، فتبادر اميركا الى طرح مشروع قرار لوقف اطلاق النار الشامل في غزة …

لكن بشرط اطلاق الاسرى الاسرائيليين دون قيد او شرط مع الوعد ببحث المستقبل السياسي للدولة الفلسطينية_ التي رفضت امريكا اعطائها كاملة العضوية قبل اسبوع_عندها سترفض “حماس” التنازل عن ورقه الاسرى الا بشروطها الكاملة ..

فترفض اميركا واسرائيل وتعطي امريكا لاسرائيل مبرر اقتحام رفح لإنجاز المشروع مع حاضنة عربية وتركية!

مع التقدير والترحيب بالمظاهرات الطلابية في أمريكا.. لكنها تبعث على القلق وتثير الهواجس الكبيرة عن اهدافها الحقيقية او استغلالها من قبل اجهزه المخابرات والادارات وراء الكواليس …

فعسى ان لا تكون المظاهرات الحلقة الأخيرة لتغطية اعدام غزة

يمكن للبعض ان يرى في ذلك نظرة تشاؤمية، لكن تاريخ اميركا يجعلك تسيء الظن حتى بنقطة الماء التي تسقيك او بالمساعدة التي ترسلها اليك فاميركا لا تعطي مجانا ويمكن ان تخسر بعض المرات لتربح أكثر…

بعد سبعه أشهر على المجزرة في غزة وتصريحات الوزير التركي”فيدان”  والذي اكّده  القيادي في حماس “خليل الحية” من اسطنبول ( إن الحركة مستعدة للموافقة على هدنة لمدة خمس سنوات أو أكثر مع إسرائيل.

والانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية وأنها ستلقي أسلحتها وتتحول إلى حزب سياسي إذا تم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على طول حدود العام 1967)،  والتدخل المصري المباشر لأول مره في زيارة لإسرائيل وكأن الجميع يقولون..

اننا عملنا ما بوسعنا وأكثر مما نستطيع ولكن حماس واسرائيل لم يتنازلا وبعدما تراجعت “قطر” عن وساطتها… يمكن ان تتدحرج الحيادية  والانسحاب من المفاوضات…

لفتح الطريق امام اسرائيل لاقتحام رفح …ان لم تنفع التهديدات والتحذيرات لأطلاق الاسرى…

ان تصريحات الوزير التركي…وزيارة حماس الخارج لاردوغان …وتصريحا احد قادتها….بقبول حماس…بحل الدولتين وحل الجناح العسكري…

يؤشر لبدء الحل السياسي…وفق “اتفاقيات أوسلو” وليس وفق ..النهج المقاوم… وسحب من المحور المقاوم….ورقة تحرير فلسطين طالما ان أهلها قد وافقوا ورضوا ..بما أُعطي لهم…!

المصدر: ( Direct Media)

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى