عربي ودولىفلسطين

تحديات العمل الإنساني.. غسان أبو ستة “طبيب الحروب” الشاهد على مجازر غزة

وقد كان من المقرر أن يلقي أبو ستة خطابًا في مجلس الشيوخ الفرنسي، ولكن تم منعه من دخول البلاد دون توضيح أسباب ذلك.

وفي تصريحه، أشار أبو ستة إلى أن السلطات الفرنسية زعمت أن السلطات الألمانية فرضت حظرًا على دخوله إلى أوروبا لمدة عام.

يثير هذا الحظر الفرنسي تساؤلات كثيرة حول دوافعه وخلفياته، خاصةً مع تاريخ أبو ستة الطويل في العمل الإنساني والأكاديمي.

وتبدو هذه الخطوة وكأنها محاولة لإخماد صوت الحقيقة ومنع أبو ستة من إعلان شهادته على مجازر الاحتلال ضد غزة.

ولد غسان أبو ستة في الكويت عام 1969 لأب فلسطيني وأم لبنانية،

حيث هاجرت عائلة والده من بئر السبع إلى خان يونس عام 1948،

وتأثر غسان بأسرته السياسية والمناضلة، مما جعل السياسة جزءًا من حياته اليومية.

درس غسان في جامعة غلاسكو في أسكتلندا وتخصص في طب الجراحة،

وتخصص في جراحة القحف والجمجمة للأطفال وجراحة الحنك المشقوق في لندن بعد تخرجه عام 1993.

عمل غسان كجراح متطوع في الحروب بسوريا والعراق واليمن وقطاع غزة،

وكان شاهدًا على مجزرة مستشفى المعمداني التي استهدفها الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه على غزة.

منهج دراسي متخصص:

كون غسان أول طبيب عربي يضع منهجًا دراسيًا متخصصًا عن طب النزاع والحروب لتدريب الأطباء المبتدئين،

وقاد عمليات جراحية في غزة عبر منصة تفاعلية على الإنترنت.

كان غسان ناشطًا في جمعية العون الطبي للفلسطينيين وعضوًا في المكتب التنفيذي لجمعية العون الطبي للفلسطينيين،

وكان يسعى من خلالها لتعريف الناس بالقضية الفلسطينية وتقديم المساعدات الطبية.

قاد غسان عملية جراحية بالواقع المعزز لإعادة بناء يد طفل في غزة، مما ساهم في تحسين جودة حياة الطفل الذي عانى من وثيقة.

غسان أبو ستة، الطبيب الفلسطيني البريطاني، ليس مجرد طبيب، بل هو شاهد على المأساة ومحارب للظلم، يعمل جاهدًا من خلال مهنته لإظهار الحقيقة وتقديم العلاج للجرحى والمصابين في مناطق النزاع.

عانى غسان من ضغوطات كبيرة، فبالإضافة إلى ضغوط العمل الطبي الشاق، واجه مضايقات من السلطات البريطانية بسبب نشاطه في غزة، وكان يتعرض لاستجوابات وضغوطات على عائلته، إلا أن ذلك لم يثنه عن مواصلة رسالته.

لم يقتصر دور غسان على ممارسة الطب فقط، بل نشط أيضًا في رفع الوعي بالقضية الفلسطينية والتوثيق الدولي لانتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الفلسطينيون، وقدم شهادته أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل.

بفضل جهوده، استطاع غسان أن يكون صوتًا مؤثرًا يصل إلى العالم، وأثبت بأفعاله أن الطب ليس مجرد مهنة بل هو سلاح فعال في مواجهة الظلم وإحقاق الحق.

كان غسان دائم العطاء والتضحية، حيث أقدم على دخول مناطق النزاع والحروب لمساعدة المحتاجين،

وكان حاضرًا في كل معركة وحروب غزة لتقديم العون الطبي للجرحى.

الجراح الفلسطيني غسان أبو ستة شاهدًا على مأساة قصف مستشفى المعمداني وانهيار القطاع الطبي بأكمله.

من خلال رسالته التي نشرتها منصة “العرب في بريطانيا AUK”، وصف أبو ستة الوضع بأنه كارثي وأن القطاع الصحي ينهار بشكل واضح.

توجد مئات الآلاف من الناس الذين يلجؤون إلى مستشفى الشفاء في غزة بحثًا عن مأوى من القصف، مما يضعهم في خطر كبير ويهدد بوقوع كارثة صحية وشيكة.

الحالة الإنسانية الصعبة التي يواجهها الناس في المستشفى تجسد حجم الكارثة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود أبو ستة في غزة أثار استفزاز السلطات البريطانية،

حيث تم استجواب زوجته بشأن سبب سفره وتمويل رحلته إلى الأراضي الفلسطينية. هذا يعكس التحديات التي يواجهها الأفراد الذين يسعون لمساعدة الناس في المناطق المتضررة.

إلى جانب عمله الإنساني، قدم غسان العديد من الأبحاث والدراسات الطبية التي تسلط الضوء على تأثير الحروب والنزاعات على الصحة العامة والأطفال خاصة، مما يجعله لا يقدم مساهمات إنسانية فحسب، بل علمية أيضًا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى