حوارات وتحقيقاتعربي ودولى

د. علي الهيل لأخبار الغد : أمريكا تشعل الصراع في العالم بسبب تصريحات الكونغرس الأمريكي ضد قطر

دأب الكونغرس الأمريكي في حالات بالإساءة إلى العلاقة مع حلفائهم الموثقين حتى على حساب مصالح أمريكا، ولأهداف انتخابية صرفة وللتكسب السياسي.

وخاصة للحلفاء الخليجيين الذين أثبتوا مراراً وتكراراً دورهم البناء. أبرزه وساطات دولة قطر بين الأمريكيين وطالبان بطلب من إدارة أوباما وترامب.

وإنقاذ سمعة بايدن بعد انسحابه العسكري المرتبك من أفغانستان في أغسطس 2021 والتوسط بين الأمريكيين وإيران بصفقة تبادل السجناء الصيف الماضي، والتوسط حول برنامج إيران النووي. ووساطة قطر بمشاركة مصر، بين إسرائيل وحماس المقدرة من بايدن.

والنجاح بوقف إطلاق النار لمدة أسبوع في نوفمبر الماضي وإطلاق سراح 100 محتجز إسرائيلي. وتمسك قطر بوساطتها، رغم تعنت وعرقلة نتنياهو لجميع مبادرات الوساطة التي يدعمها الرئيس بايدن وإدارته.

في هذا الصدد أجري موقع أخبار الغد حوار صحفي حصري مع د. علي الهيل الباحث السياسي القطري

د. علي الهيل
الباحث السياسي القطري

في بداية كيف تري تصريح عضو الكونغرس الأمريكي تجاة دولة قطر ؟

هذا الإساءة لا تليق بحجم العلاقات الأمريكية القطرية التي تتمثل في العديد من المجالات السياسية والدولية فلابد من الوقوف لتلك التصريحات التي خرجت من عضو الكونغرس الأمريكي بدون وعي حقيقي سياسي لحجم المشكلة التي افتعتها الولايات المتحدة ضد دولة قطر ، فمصير العلاقات الدولية بين الولايات المتحدة وقطر علي المحك السياسي بسبب تلك التصريحات الغير واضحة بالمرة.

ما هو المستفاد من تدمير العلاقات الأمريكية القطرية؟

المستفيد في المقام الأول الكيان الصهيوني الذي لا يريد أن تتدخل دولة قطر في حل أي قضية في منطقة الشرق الأوسط أو العالم فهي تتمركز علي أساس كبير في حل معظم القضايا الدولية التي تكون فيها وساطة قطر هي أهم شي في كل المواضيع الدولية والعربية ، فحكمة قطر في تلك القضايا المعقدة هي التي تجعل الجميع في حيرة من حلها ، ولكن قطر تقوم كل مرة بحل كل القضايا السياسية الدولية بكل حكمة فتلك التصريحات لم تكن بالمرة في صوبها من خلال الكونغرس الأمريكي ..

أمريكا رحبت في السابق بكل ما قامت به قطر في معظم القضايا العربية والدولية لماذ تغير رأيها الآن ؟

بالفعل كما لا يفوّت الرئيس بايدن وإدارته فرصة إلا ويمدح دور ووساطة قطر. وآخرها إشادة وتأكيد الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية «لا يوجد بديل لدور دولة قطر في المفاوضات ، فبدل أن يتم انتقاد قطر في الكونغرس الأمريكي ، كان من الأجدر علي المسؤولين الأمريكيين ممارسة الضغط والنقد والتلويح بإعادة تقييم العلاقات مع نتنياهو وحكومته الأكثر تطرفاً (طالب بايدن بتغيير وزراء فيها وطالب شومر أرفع مسؤول يهودي في الكونغرس بإجراء انتخابات وتغيير نتنياهو لأنه ضل الطريق)! لتحديه وإهانته بايدن علناً، برفض قرار مجلس الأمن 2728 بوقف حرب الإبادة!! والاستماع لإلحاح بايدن بعدم اجتياح رفح قبل تأمين النازحين!!‬

لماذا الإدارة الأمريكية تقف بجوار الكيان الصهيوني في معظم القضايا ؟

أغلبية المشرعين والمسؤولين الأمريكيين لا يجرؤون توجيه انتقادات لنتنياهو وحكومته برغم رفضهم العلني لحل الدولتين وهو مطلب الإدارات الأمريكية المتعاقبة.

وتعنتهم وعرقلتهم مبادرات قطر ومصر للتوصل لاتفاق هدنة وادخال المساعدات لمواجهة المجاعة والأمراض المتفشية في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المطبق منذ سبعة أشهر والتوصل إلى صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحماس.

وذلك رغم علمهم تأكيد الوفد الإسرائيلي المفاوض، كان ممكن التوصل لاتفاق وصفقة قبل أشهر لولا تعنت نتنياهو! ما يعرض الرئيس بايدن لموقف صعب داخل الجناح التقدمي في حزبه وبين الناشطين وطلبة الجامعات والناخبين العرب والمسلمين الغاضبين.

ما قد يهدد فرص إعادة انتخاب بايدن لرئاسة ثانية.

ما هو رد دولة قطر علي تلك التصريحات من الكونغرس الأمريكي ؟

دفع اشتداد الحملة المعادية لقطر، رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن للرد.

علّق الشيخ محمد بن عبدالرحمن: «رأينا هناك إساءة لاستخدام الوساطة، وإساءة لتوظيف الوساطة من أجل مصالح سياسية ضيقة، وهذا استدعى دولة قطر أن تقوم بعملية تقييم شامل لهذا الدور، نحن الآن في هذه المرحلة».

وتجري قطر «تقييمًا شاملًا للوساطة وكيفية انخراط كلالأطراف» في المفاوضات المتعثرة» وهناك استغلال وإساءة للدور القطري، هذه الإساءة مرفوضة، عندما بدأنا في هذه العملية (مع مصر)، انخرطنا من منطلق إنساني ومن منطلق وطني وقومي لحماية أشقائنا الفلسطينيين، ولكن للأسف نرى هناك مزايدات سياسية كبيرة

هل لدي قطر الحق في قطع العلاقات الأمريكية لما تسببت هذه التصريحات من مشاكل بين البلدين؟

بالفعل أصدرت السفارة القطرية في واشنطن بياناً استغربت فيه تصريحات النائب ستيني هوير بشأن أزمة الأسرى الإسرائيليين، وتهديده «بإعادة تقييم» العلاقات الأمريكية مع قطر.

وصفت تعليقات النائب هوير «غير بناءة»، والتأكيد أن دولة قطر وسيط فقط، لا تتحكم في حركة حماس أو إسرائيل.

وحماس وإسرائيل هما المسؤولان عن التوصل إلى اتفاق. والنائب هوير ليس وحده من يشعر بالإحباط. لكن إلقاء اللوم على الوسيط وتهديده ليس أمراً بناءً..» وذكر البيان بأن قطر من أبرز الحلفاء وعضو رئيسي من خارج حلف شمال الناتو.

وتستضيف حاليا 10 آلاف جندي أمريكي وأضخم حضور عسكري أمريكي في الشرق الأوسط.

في نهاية كيف تري البيان الرسمي التي أرسلته السفارة القطرية بوشنطن مؤخرا ردا علي هذه التصريحات ؟


كان ردا قويا فقد ذكر بيان السفارة القطرية في واشنطن أن الولايات المتحدة طلبت منا عام 2012 أن نلعب هذا الدور، لأن إسرائيل وحماس، للأسف ترفضان التحدث مع بعضهما البعض بشكل مباشر.

وبرغم النكسات حققت وساطتنا نتائج.

بوقف إطلاق النار بعد الأزمات العنيفة في عامي 2019 و2021.

والإفراج عن 100 رهينة في الأزمة الحالية ، كل هذه الأمور قامت بها قطر بدون عائد حقيقي لها من مصالح سياسية أو اقتصادية فهي التي مارست كل الضغوط الدولية في حق الحفاظ علي التهدئة في العالم ككل

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى