تغريدات

هذا حالي ولااخجل منه

يوميات رمضان..اليوم التاسع عشر من الشهر المبارك..

رجب هلال حميده
رجب هلال حميده

كان هناك ثلاث اصدقاء الاول غني
والثاني والثالث فقراء
فقرر الغني ان يكون عشاؤهم كل يوم في بيت احدهم
كان اليوم الاول من نصيبه فأخبر الخدم ان ينظفوا البيت واوصى الطباخ ان يهيئ لهم افخم واطيب الأكلات وفعلا تم مايريد وحضر اصدقاءه واكلوا مالذ وطاب
جاء اليوم الثاني وكان من نصيب الصديق الثاني
فأخبر والدته وطلب منها ان تهيئ له من الطعام مالايقل عن صديقه الغني فقالت له من اين نأتي بأرقى الطعام ونحن لانملك نقود فصرخ بوجهها وقال لها دبري حالك لا اريد ان اكون اقل منه واظهر بمظهر الفقير امامه فذهبت واستدانت من جارتها
وقامت بشراء اطيب الفواكه وطبخت اطيب الطعام وتمت الدعوه بسلام
في اليوم الثالث كان
من نصيب الصديق الثالث
اخبر والدته بالأمر فغضبت من تصرفه قائله..
عليك ان لاتحضر دعوتهما من البدايه حتى لاتضطر لهذا الموقف المحرج
فمن اين سنأتي بالطعام والشراب الذي يليق بهما
اعتذر منها وقبل رأسها و قال..
لقد احرجت امامهم ياامي والله …ولم استطع ان ارفض … فقد وضعت امام الامر الواقع وصدقيني لم اود ان اكون بموقف كهذا ولكن ماباليد حيله حضري مانأكل كل يوم وسيأكلون مما هو موجود هذا حالي ولااخجل منه
جاء صديقاه ولم يكن في سفرة الأفطار سوى صحن فيه تمر وكاسات لبن وماء وبعض الخبز وبيض مسلوق
حان وقت اذان المغرب اكملوا صلاتهم ودخلوا للغرفه واذا بهما يتفاجأن بما هو موجود في السفره
نظر الصديق الثاني الى الطعام وقال
اهذا هو احترامك لنا
لو كنا نعلم انه ستكون دعوتك لنا هكذا ماكنا اتينا
في هذه الأثناء تقدم الغني الى السفره وشكر صاحب الدعوه وبدأ يأكل قائلا..
اتصدق انني لم اذق طعم البيض سنوات
كم هو لذيذ وبدأ يأكل بشراهه
تعجب الثاني من كلام الغني وانزعج وقال
سأذهب الى اقرب مطعم حتى افطر فطعامك هذا لايفي بالغرض
خرج وبقيا وحدهما اكلا وبعد ان انتهيا من الطعام
سأل صاحب البيت صديقه الغني عن سبب بقاءه ولم يفعل كما فعل صديقهما
فقال الغني
يااخي المال والطعام لايحدد قيمة الشخص
فهذه الأمور وقتيه وسيأتي يوم ربما ستكون اغنى مني
بالمناسبه انا تعمدت ان يكون افطارنا كل يوم في بيت وانا اعلم بحالتكما الماديه ولكنني اردت ان اختبر وجهيكما الأخر
واود ان اشكرك جدا على عزومتك للذي كان صديقنا ففي هذا اليوم عرفت وجهه الحقيقي وعرفت انه لايستحق الصداقه
فكما شاهدته بأم عينك احرجك امامي و تخلى عنك وباع الصداقه بطعام لايعجبه رغم ان وضعك ووضعه متساويان لكنه لبس ثوب التكبر ليوهمني انه غني
اما انت فأنك شخص واقعي يعيش حياته واضحه بدون اي تصنع امام الجميع لم تخجل كونك اقل مني وهذا مااعجبني فيك جدا
لذلك قررت ان تكون معي في مشروعي الجديد
كنت حائر من اختار منكماوموقف اليوم خدمني جدا ..

العبرة
لاتخجل من مستوى حياتك مهما كانت ولا تتصنع ولا تتكلف ما لا طاقة لك به..
رجب هلال حميده

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى