حوارات وتحقيقات

وصلة لإغاثة غزة .. مبادرة شعبية لدعم القضية الفلسطينية

في هذا السياق القاسي، تظهر المبادرات الإنسانية كجسر متين، يربط بين قلوب أصحاب الضمائر وبين أهل غزة المنكوبين، حيث تعكس هذه المبادرات لمسة فريدة من الحنان والدعم، تنير دروب الأمل وترسم معالم الصمود. إنها رحلة طويلة نحو تلبية الاحتياجات الضرورية للحياة الكريمة، تتطلب جهودًا مشتركة ومبادرات متعددة لتحقيقها.

ومن هنا تبرز أهمية المبادرات الإنسانية كجسر من الأمل والدعم، تنطلق لتلبية الاحتياجات الضرورية ولنشر بذور الأمل والتضامن في قلوب الناس. إنها رسالة ملهمة تعكس قوة الإرادة والعزيمة في وجه التحديات، وتذكير بأن العطاء والتكاتف هما المفتاح لتخطي الصعاب وبناء مجتمع أكثر إنسانية وتكافلًا.”

ومن بين المبادرات التي شقت طريقها لفتح باب الأمل رغم الظروف الصعبة “مبادرة فريق وصلة لإغاثة غزة” التي جسدت معنى من معاني التضامن والوفاء

،ونبدأ حوارنا مع “الدكتورة ميسون النباهين” صاحبة الفكرة ومديرة فريق وصلة لإغاثة غزة بالترحيب أولا وبالسؤال:

بالنسبة لمبادرتنا ” مبادرة فريق وصلة لإغاثة غزة هي مبادرة انطلقت في منتصف شهر ديسمبر في سبيل التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة ،

حيث انطلقنا من مناطق مختلفة ، منّا من هو من داخل القطاع ومنّا من هو من خارج القطاع ك مصر وتركيا والمغرب وتونس والجزائر واليمن وبعض العرب المتواجدين بالدول الأوروبية وجنسيات مختلفة في أماكن مختلفة ونطمح للوصول إلى أكبر شريحة على مستوى هذا العالم فما تم إنشاؤه لهدف سليم وقويم والبذرة التي بدأت تنمو بالتأكيد ستطرح وتكبر

كان الهدف الرئيس للمبادرة أو تأسيس الفريق هو محاولة سد احتياجات المجتمع الغزاوي في ظل الحرب الطاحنة التي كان فيها من لا يموت بالصاروخ يموت جوعاً وفقراً

فكنّا نحاول جاهدين بشتى الطرق إدخال الأموال وتحويلها لمواد تموينية غدائية أو حتى مبادرات نقدية في سبيل كل أسرة تلبي احتياجاتها كما ترى هي

ففكرة الفريق نشأت مع الحرب ومع نشوب الحرب بغزة

بفضل الله عز وجل الفريق أصبح له وجود قوي داخل القطاع من خلال مبادرات نوعية قيّمة قمنا بها في مختلف المناطق ” شمال ووسطى وجنوب ” قد تكون مبادراتنا شحيحة داخل مدينة غزة نظراَ لصعوبة الوصول هناك وكما أنه لم يكن لدينا فريق قوي قادر على التصوير داخل المدينة
يعنى هناك مبادراتنا منذ بداية الحرب لا تتعدى الخمس مبادرات
ولكن جلّ تركيزنا على شمال القطاع ووسطه وجنوبه
لدينا منصات مفتوحة عبر وسائل التواصل الإجتماعي ويتم التواصل معنا من خلالها من داخل القطاع ، يومياً نستقبل مئات الحالات وللأسف الاحتياج كبير جداَ وقد يفوق إمكانيات فريقنا ، فقطاع غزة يحتاج لضخ كبير من الأموال ويحتاج لدعم كبير حتى تبدأ الأسر هناك تستعيد قواها وعافيتها وهذا يحتاج لوقت بلا شك

أردت التنويه إلى أن الفريق قام بالعديد من المبادرات من منتصف ديسمبر ، حيث هناك فريق نشيط وعامل داخل القطاع يتم إرسال المبلغ النقدى له وتحديد نوع المبادرة إذا كانت ” طرود صحية ، طرود غدائية ، إطعام وتكيات ، أو طرود خضار ، أو توزيع نقدى “
وبعد تحديد نوعية المبادرة يتم تحديد المنطقة التي سيتم العمل عليها إن لم يتم تحديدها من طرف المتبرع ، لأن بعض المتبرعين يشترطون مثلا أن تكون المبادرة بالشمال ونلتزم بالطبع بذلك
فبعد تحديد نوع المبادرة ومكانها يتم تجهيز محتوياتها من السوق وحسب المتاح وتوزيعه على الأسر الأكثر إحتياجاً

من أكثر التحديات التي واجهتنا هي صعوبة التواصل مع من هم داخل قطاع غزة وكذلك بين الفريق نفسه داخل القطاع ، لدرجة أننا كنا عندما نريد التواصل مع شخص معين بالفريق ندرج اعلان مضمونه من متاح الآن يتصل لنا بالعضو
ونتفاجئ بإسطوانة ” لا يمكن الوصول “
هذا كان عائق شديد جدا
عائق ثاني هو كم الخصومات والعمولات على المبالغ التي يتم إرسالها ، فهناك عمولات تصل ل20بالمائة من المبلغ الإجمالي ومن يشعرك أنه يتفضّل عليك يقول لك لن نأخذ عمولة ولكن سيتم تسليم المبلغ بالشيكل ويتم هنا قص جزء كبير من خلال تحويل المبلغ من الدولار للشيكل
هذا الأمر جعلنا نقع بحرج مع المتبرعين وأكيد العالم كله تعرّف على هذا الأمر وأصبحنا نبلغ المتبرع بأنه جزء من مبلغك سيتم اخذ عمولة عليه
فهما التواصل والعمولات من أكثر التحديات التي واجهتنا

حقق فريق وصلة لإغاثة غزة العديد من المباردات بإختلاف نوعيتها وأماكن توزيعها
فهناك مبادرات غذائية ومبادرات صحية ومبادرات إطعام وتكيات
كما تمّ ذبح بعض الخرفان في الشمال والوسطى
تعدّت مبادراتنا من بداية الإنطلاق لمائة مبادرة

سبق وتحدثنا عن التحديات التي واجهتنا في بداية العمل وللأسف هي نفسها التحديات التي ما زالت تواجههنا إلى يومنا هذا مع وجود بعض التحديات الفرعية الخاصة بالمجتمع الغزاوي داخل القطاع وهي متعلقة بمدى احتياج الناس
نحن أصبحنا أمل للكثيرين داخل القطاع فمن نقوم بمساعدته لأول مرة يتواصل معنا بشكل متكرر أنه ساعدونا فلا أحد يسأل عنا ويساعدنا !
فنضطر أسفين الاعتذار منهم لأنه امكانيات الفريق قائمة على تبرعات متفرقة من أشخاص ولا نستطيع الاستمرار وتكرار المساعدة لنفس الشخص

تتنوع مصادر الفريق من خلال تبرعات شخصية من عدة أشخاص من عدة دول عربية وأوروبية
يعنى وحسب عمل لمدة 4 شهور ونصف من أكثر الداعمين لفريقنا هي المغرب ومصر تأتي بالمرتبة الثانية في تمويل مبادراتنا
كذلك تونس والأردن والجزائر وهناك بعض المبادرات من اسبانيا والسويد وامريكا وسويسرا “
جاليات عربية “

من خلال تبني الفريق ودعمه والمساعدة في نشر ما يقدمه وجلب متبرعين دائمين لمبادرات فريقنا وهذا يساعد على الاستمرارية وتقديم الخدمة لأكبر قدر من المجتمع داخل قطاع غزة
فوجود متبرعين ومؤسسات دولية تكفل عملنا يساهم بشكل كبير في الاستمرارية والعطاء وكذلك المحاولة بتوفير مبالغ لو رمزية للعاملين على المبادرات فهم جزء من قطاع غزة ويحتاجون ما يحتاج له عامة الناس .

بالتأكيد بشكل مستمر ندرج اعلانات عن رغبتنا بوجود متطوعين ولكن ليست العبرة بالعدد بقدر ما نهتم بالجودة والرغبة الحقيقية ، كل من يتواصل معنا يبدى استعداده للعمل ولكن تظهر بعض الأسباب تساعد في عدم الاستمرار ك رغبة المتطوع في الحصول على المال نظير قيامه بتقديم بعض الخدمات مع الفريق مع أنه بدأ معنا على أنه عمل تطوعي
الخلاصة أن باب التطوع مفتوح لكن نحتاج لأعضاء ذو كفاءة حقيقية وحب للعمل الخيري والتطوعي

ما نود أن نقوله أن قطاع غزة منهار جدا 90% من البنية التحتية للقطاع تم تدميرها
نحتاج للمساعدة في توفير المساعدات المالية حتى نستطيع الاستمرار ، نرجو من العالم النظر للقطاع بعين جادة وقلب معطاء ومحاولة التعاون معنا في سبيل التخفيف عن معاناة الناس هناك

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى